اعتبر "مركز ميترو" وهو منظمة كردستانية غير حكومية للدفاع عن حقوق الصحفيين، ان نشر معلومات غير صحيحة من قبل بعض وسائل الاعلام حول الصراع الدائر بين قوات البيشمركة وما يعرف بتنظيم داعش المنسلخ عن القاعدة في قضاء سنجار بعد هجوم عناصر داعش عليها، قد ضلل الرأي العام وتسبب بسقوط مدنيين في سنجار ضحايا لتصديقهم الأخبار أخبارا غير الدقيقة عن سير أحداث الصراع في القضاء، داعيا لتحري الدقة والمسؤولية في نقل أخبار من هذا النوع.
وقال المركز في بيان تلقت وكالة (أصوات العراق) نسخة منه اليوم السبت "يعلن مركز ميترو للدفاع عن حقوق الصحفيين، ان نشر معلومات غير صحيحة من قبل بعض وسائل الاعلام قد ساهم بشكل او اخر في القتل الجماعي للمدنيين في شنكال من قبل عصابات داعش الارهابية".
وأوضح المكز أنه "في ليلة السبت 2 آب شنت قوات (داعش) هجوما ضد قوات البيشمركة في المنطقة، وفي يوم الاحد 3 آب انسحبت قوات البيشمركة من شنكال (سنجار وفق التسمية الكردية) واستطاعت قوات داعش فرض سيطرتها على المدينة بشكل كامل"..
وأضاف "وهربا وخوفا من مسلحي داعش، توجه الالاف من مواطني شنكال (سنجار× والقرى المحيطة بها نحو جبل شنكال (سنجار)، وتوجد الآن عشرات الالاف من العوائل من الاطفال والنساء والشيوخ تعاني ظروفا غاية في اللاانسانية بدون ماء او غذاء، وتتحدث بعض الاخبار عن الكوارث والمصائب التي تعيشها تلك العوائل في ذلك الجبل".
ونقل البيان عن احد مواطني ناحية سنوني التابعة للقضاء واسمه عثمان خلف اسماعيل، قوله "عندما رأيت رايات داعش ترفع في مباني لناحية قررت وبدون تردد الهرب نحو جبل شنكال"..
وابلغ اسماعيل مركز ميترو ان مئات العوائل ومن ضمنها عائلته توجهت نحو جبل شنكال، وقال "بعد 24 ساعة وعن طريق الاتصال مع بعض الاقارب والذي تم تأمينه بصعوبة كبيرة، ابلغونا ان بعض وسائل الاعلام تقول انه تم رفع علم كردستان مرة اخرى وان البيشمركة أعادوا تحرير تلك المناطق".
وأردف "عند ذلك توجهنا مع الكثير من العوائل الى اسفل الجبل للعودة الى بيوتنا، ولكن في منتصف الطريق، بدأ الشك يراود قلوبنا ولم نصدق تلك الانباء فعدنا ادراجنا نحو قمة الجبل، وقال "كل العوائل التي نزلت نحو المدينة، فقد تم اسر العشرات منهم وتعرض الباقون للقتل الجماعي".
وقال مركز ميترو أنه يحتفظ باسماء تلك القنوات التي ذكر إسماعيل عثمان أنها نشرت تلك الاخبار الكاذبة.
ونقل البيان عن حسين ناصر وهو احد الناجين من مجزرة القتل الجماعي، قوله "بكل صدق اقول لكم لولا تلك الاخبار التي نشرتها وسائل الاعلام هذه، والتي ابلغنا بها من بعض الاقارب لما عاد اولئك الاشخاص والذين تعرضوا لتلك الماساة على يد اولئك المجرمين".
وذكر المركز أن المنظمة الدولية لرعاية الطفولة اليونسيف اعلنت يوم الثلاثاء 5 آب عن وفاة 40 طفل من الطائفة الايزيدية نتيجة العطش والجوع في جبل شنكال (سنجار) والذين هربوا اليه خوفا من العنف الموجه ضدهم من قبل مسلحي داعش.
واعلنت منظمة اليونسيف عن وجود اكثر من 25 الف طفل بين العوائل المحاصرة في جبل شنكال في حاجة الى معنونة عاجلة والا سيتعرضون الى كارثة انسانية.
وقال "ان بعض الاخبار العاجلة للقنوات الفضائية عن القتال في الجبهات ومن اجل زيادة عدد المتابعين لها، لم تكن صحيحة او موثوقة، وهذا ما يوضح لنا بشكل جلي ان الكثير من اخبارها لم تكن مدعومة من مصدر عسكري رسمي".
ودعا المركز جميع وسائل الاعلام وفي كردستان بالذات "الى التعامل بمسوؤلية كبيرة مع اخبار القتال ضد داعش وفي مختلف المحاور "وان لانجعل من الاخبار العاجلة وغير الدقيقة سببا في التضحية بحياة المواطنيين"، ويؤكد المركز وبشدة "ان بعض الاخبار والمعلومات والتي ليس لها اساس من الصحة قد ساهمت بشكل او اخر في القتل الجماعي لعدد من المواطنين المدنيين الذين يعانون الحصار والجوع والعطش في جبل شنكال (سنجار)".
واعتبر ـن التعامل مع الاخبار والمعلومات الخاصة بحرب قوات البيشمركة ضد داعش، "تقتضي من الصحفيين ووسائل الاعلام التعامل بمنتهى الدقة والحذر والمسوؤلية المهنية والاخلاقية"، مردفا "ونؤكد مرة اخرى انه من الان وصاعدا على ضرورة ان تتعامل وسائل الاعلام مع الاخبار المهمة والحاسمة مثل اخبار الهجومات والانسحابات بغاية الدقة والحذر والاعتماد على البيانات الرسمية لوزارة البيشمركة، او الاعتماد على التصريحات الصادرة من المسوؤلين في الوزارة عن طريق الاتصال المباشر بهم".
ومركز ميترو للدفاع عن حقوق الصحفيين تاسس عام 2009 من قبل معهد صحافة الحرب والسلام IWPR في السليمانية.
منظمة مجازة من قبل حكومة الاقليم، وسبق ان اصدر ثلاثة تقارير سنوية حول اوضاع العمل الصحفي في اقليم كوردستان.
له ممثليات في جميع مدن الاقليم، يعمل حاليا بشراكة مع منظمة دعم الاعلام العالمي (IMS) لاعداد تقرير شامل حول اوضاع حرية الصحافة في اقليم كردستان لعام 2014.
وأسهم مركز ميترو هذا العام في مشروع العمل على انهاء ظاهرة (الافلات من العقاب)، الذي تبنته واعلنت عنه المنظمة الدولية للتربية والعلوم والثقافة التابعة للامم المتحدة (اليونسكو).
ويساهم مركز مترو في المشروع بالتعاون مع المنظمة الدولية لدعم الاعلام العالمي (آي أم أس) .