اقتحمت قوة امنية يقارب عددها 200 مسلح في الساعة 6:45 دقيقة مساء اليوم الثلاثاء 19/12/2017 مبنى مجموعة قنوات NRT في السليمانية وحاصرت المنتسبين في مكاتبهم، وطلبت منهم ايقاف العمل قبل ان تحتجزهم في احدى قاعات القناة وتشرع بمصادرة اجهزة البث واجهزة القناة، ثم طلبت من العاملين في القناة مغادرتها.
ان مجموعة قنوات NRT التي حملت شعار المصداقية والحيادية والمهنية في عملها ، اذ تدين هذا الاجراء ، وتطالب بحقها القانوني بالبث وتغطية الاحداث، فانها تحمل القوى الامنية في اقليم كردستان مسؤولية سلامة كوادرها وامنهم، وتطالب بمعرفة مصير المعتقلين منهم.
كما تعتبر ان التحريض الممنهج ضدها هو تحريض يهدد حياة العاملين فيها ، ويرتب على السلطات مسؤولية مضاعفة امام الرأي العام المحلي والعراقي والدولي وامام الاسرة الصحفية في اقليم كردستان والعراق والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحرية الصحافة.
ان تحميل اجهزة الاعلام العراقية مسؤولية الاخطاء والخلافات والصراعات السياسية ، انما هي سياسة تضرب عرض الحائط التزامات القوى السياسية التي تحكم بالمواثيق الدولية المعنية بحفظ الرأي وصون الحقوق ورعاية الحريات.
اننا نصنف هذا اليوم الاسود في تاريخ الاعلام العراقي بانه "نكسة" للديمقراطية و "نكوص" لتجربة عراق مابعد 2003 تتحمل مسؤوليته السلطات التي اقدمت عليه. والتي ساهمت فيه ، والتي صمتت عنه.
ان الطريقة التي اغلقت من خلالها قنوات NRT باوامر شخصية ومن دون مذكرات قضائية ، تضع الاسرة الاعلامية في العراق امام مسؤولياتها، وترتب على من ارتكبها استحقاقات قانونية.
وتعد قنوات NRT محبيها ومشاهديها بتمسكها بالمنهج المهني الذي عهدتموه منها ، وستعود الى البث لتواصل منهجها على طريق حرية الكلمة والتعبير.