نعي ليس في أوانه..






لم يكن غريباً، ان يتلقى قلبي المفجوع بالمآسي، خبر وفاتك ياصديقي في هذا الوقت بالذات، حيث تلطخت شوارع بغداد والمدن العراقية الاخرى بالدم القاني لشباب في عمر الزهور، لم يبغوا شيئاً سوى كرامة وطن، وفي هذه اللحظة ايضاً تحلق غربان الشر الاردوغانية في سماء كوباني والقامشلي وعامودا وهي تدك بيوت آمنة وتروع قلوب الاطفال والنساء، لاذنب لهم سوى انهم ارادوا بناء وطن ينعمون فيه بالكرامة، وليس شيئاً آخر.


حين تشتد المأسي علينا، لم يكن يشفي غليلنا، سوى قراءة أعمدتك القصيرة، التي كنت فيها تمسح بالارض كبار سياسي الصدفة، وتفضح الفاسدين والسارقين والقتلة، كانت تلك الاعمدة القصيرة تنعشنا وتمدنا بالامل، ولكننا كنا نضع ايدينا على قلوبنا، خوفاً عليك، لاننا كنا ندرك ان هؤلاء لاتردعهم أي قيم اخلاقية او دينية على الرغم من انهم كانوا يتلفعون بعباءة الدين.


نم قرير العين وليرتح جسمك النحيل وقلبك المتعب، فهذا ليس زمن الحلم الجميل الذي كنت تسعى له طيلة مسيرة حياتك الحافلة بالنضال من اجل الفقراء، ومن اجل وطن يرفل بالكرامة، بل هذا زمن الكذابين والدجالين والمحتالين والفاسدين والسراق والقتلة.


ولكننا نبقى نؤمن كما علمتنا، ان لانفقد الثقة والامل، وبالفعل ماسطره شباب العراق خلال فترة التظاهرات على الرغم من التضحيات الجسام، وما يسطره ابطال قوات سوريا الديمقراطية من مآثر ضد جيش مدجج بالاسلحة الفتاكة، يجعل قلوبنا مفعمة بالامل.


فقدانك خسارة كبيرة لاتعوض للصحافة والاعلام في العراق، ولكنك ستظل مشعلاً ونبراساً لكل الصحفيين الشرفاء والنبلاء والمهنيين، يقتدون بك ويسيرون على دربك.


أتقدم بأسمي وبأسم كل العاملين في مركز ميترو للدفاع عن حقوق الصحفيين، بخالص العزاء واعظم المواساة لعائلة الفقيد عدنان حسبن واصدقائه ومحبيه.


PM:12:28:12/10/2019




56 عدد قراءة