مركز ميترو للدفاع عن حقوق الصحفيين



الارهاب الفكري لن يسكت الاقلام الحرة

السليمانية 12 كانون الاول 2016: تردنا بين الحين و الآخر انباء عن دعاوى قضائية ضد الصحفيين، يرفعها المتنفذون في السلطات التشريعية و التنفيذية، بدعوى تعرضهم للإساءة و التشهير. ويتجلى الطابع التعسفي لهذه الدعاوى في المطالبة بتعويضات مالية خيالية غالبا ما تتجاوز المليارات من الدنانير العراقية، فتصبح بذلك وسيلة لسوء استغلال القوانين و الجهاز القضائي لترويع الصحفيين لمنعهم من ايصال المعلومة للرأي العام خوفا من الاعباء المطالبة الطاحنة او السجن جراء عدم استطاعة دفع مبلغ التعويض.

و ما الدعوى الاخيرة التي رفعها نوري المالكي، نائب رئيس الجمهورية، ضد صحيفة المدى والصحفي علي حسين، الا تماديا آخر في سوء الاستغلال هذا، وانتهاكا صارخا للدستور العراقي و للمواثيق الدولية الناظمة لحقوق الانسان.

فصحيفة المدى، منذ صدور اعدادها الاولى اثبتت جدارتها بثقة الرأي العام في رصانة نهجها الصحفي. علي حسين هو من كتابها الصحفيين البارزين الذين تصدوا بأخلاق مهنية عالية لموضوعات حساسة ترتبط بحياة المواطنين و تكشف الفاسدين و المفسدين.

يستكثر ذلك عليهم من تحكموا في اقدار العراق و للعراقيين منذ ٢٠٠٣ فأغرقوا البلد في دوامة العنف المستشري و نهبوا ثروات طائلة من المال العام و افقروا شرائح واسعة من المواطنين و انتهكوا حقوقهم المدينة و الانسانية. و المشتكي كان على رأس هذه المنظومة الفاسدة او من كبار المتنفذين فيها لسنين. و هو الذي في عهده تغولت عصابات داعش الاجرامية حين سلمها ثان اكبر مدن العراق و ثلث مساحة البلد و في عهده استشرى نهب المال العام و هدره و انتهاك الحريات و الحقوق الى حدود مفزعة.

و رغم أن الدستور العراقي و للمواثيق الدولية المقرة في العراق تكفل حرية الرأي و التعبير و تضمن حق النقد فأن الحقيقة الصادمة هي أن عدد الصحفيين والناشطين المدنيين الذين قتلوا او هجروا او غيبوا او تم اسكاتهم او رفعت دعاوى قضائية ضدهم من قبل بؤر الترويع و الفساد المتسلطة هم اكثر بكثير من عدد الصحفيين الذين قتلوا على يد عصابات داعش الاجرامية!
ان مركز ميترو للدفاع عن حقوق الصحفيين، يعلن عن تضامنه مع صحيفه المدى ومع الصحفي علي حسين و يستنكر بشدة المحاولات الرامية لقمع حرية الرأي والتعبير وحق نقد الشخصيات العاملة في الشأن العام، عن طريق رفع الدعاوى القضائية تهدف لاسكات الاقلام الحرة التي ترفض مسايرة و مهادنة الفاسدين ، او بيع اقلامها لهم.

كما يأمل مركز ميترو من القضاء العراقي، ان يرفض النظر في الدعوى المقدمة ضد صحيفة المدى والصحفي علي حسين،لعدم انسجامها مع روح الدستور العراقي الذي يكفل حرية الرأي و التعبير و حق النقد، فيحمي بذلك الصحيفة و الكاتب الصحفي من تعسف يسيء الى حق التقاضي و يحوله الى اداة ارهاب لأسكات الصوت الحر الناقد والامعان في تضليل و تعمية الرأي العام.

عن مركز ميترو:
مركز ميترو للدفاع عن حقوق الصحفيين تاسس عام 2009 من قبل معهد صحافة الحرب والسلام IWPR في السليمانية. منظمة مجازة من قبل حكومة الاقليم. وسبق ان اصدر ثلاثة تقارير سنوية حول اوضاع العمل الصحفي في اقليم كوردستان. له ممثليات في جميع مدن الاقليم. يعمل حاليا بشراكة مع منظمة دعم الاعلام العالمي (IMS) لاعداد تقرير شامل حول اوضاع حرية الصحافة في اقليم كوردستان لعام 2016.
وكان المركز قاد اصدر تقريره السنوي 2015، وتضمن التقرير تسجيل 84 حادثة اعتداء على الصحفيين والقنوات الإعلامية المختلفة في إقليم كردستان، وقدم في إثرها 145 صحفيا شكاويهم عند المركز، حيث تضمنت 171 انتهاكاً.

لقد ساهم مركز ميترو هذا العام في مشروع العمل على انهاء ظاهرة (الافلات من العقاب)، الذي تبنته واعلنت عنه المنظمة الدولية للتربية والعلوم والثقافة التابعة للامم المتحدة (UNESCO). ويساهم مركز (METRO) في المشروع بالتعاون مع المنظمة الدولية لدعم الاعلام العالمي (IMS) .

للاتصال
قسم التسجيل: 07708079999


PM:04:42:13/12/2016




296 عدد قراءة