طريق الموت... هكذا يجتازه صحافيو العراق





رغم تأكيدات ذويها بأن وفاتها نجمت عن حادث عرضي، لا دخل لشخص أو جهة فيه، إلا أن الكثير من الصحافيين لم يتوقفوا عن الشك في وجود جريمة وراء وفاة زميلتهم ريهام العابد.
 
وتوفيت العابد يوم الأربعاء 15 مارس/ آذار، بعد حصول حريق في شقتها الواقعة بحي شعبي وسط بغداد، وأكد والدها أن الحريق ناتج عن ماس كهربائي، وهو ما أكدته الجهات الرسمية المختصة أيضاً، لا سيما أن حوادث الحريق الناجمة عن الماس الكهربائي أمر معتاد في العراق؛ بسبب اعتماد السكان على مولدات أهلية في التزود بالتيار الكهربائي؛ نتيجة الانقطاع المستمر للتيار الحكومي.

وتعود شكوك صحافيين وناشطين إلى أن العابد كانت تفتح باستمرار ملفات خطيرة، بحسب قولهم، منها الفساد الحكومي، وتتهم أشخاصاً وجهات حكومية وسياسية في عمليات فساد، وتنشر مقالات ومقاطع فيديو مصورة على صفحتها الشخصية في موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك". 

تفادي الخطر
تُعيد العابد فتح باب الرعب أمام الصحافيين، إذ أكد كثير منهم أنهم يعملون في حذر شديد، وكلما وقع حادث لصحافي، وإن كان عرضياً، حامت الشكوك حوله أن يكون مدبراً.

وفي هذا الإطار، أكّد الصحافي علاء سلمان إنه لم يعد يتناول السلبيات في عمل الوزارات والمؤسسات الحكومية إلا في حالاتها الدنيا، التي لن تعرضه للخطر، مشيراً في حديثه لـ"العربي الجديد" إلى أن الخوف من العواقب هو ما جعله يترك ملاحقة قضايا الفساد. وأضاف: "زملاء لي اعتقلوا وتعرضوا للتعذيب، في أوقات سابقة؛ والسبب أنهم كانوا يتابعون قضايا فساد، ما أملكه من معلومات عن الفساد وتغلغل القتلة بالمؤسسات الحكومية يجعلني أشك في أن تكون وفاة ريهام العابد مجرد حادث طبيعي". 

منصات أخرى للنشر
طرق عديدة أصبحت اليوم توفر فرصة لبث المعلومات ونشر الحقائق بعيداً عن الملاحقة والخطر... وذلك ما يلجأ إليه صحافيون عراقيون لضمان عدم تعرضهم للأذى، وهرباً من طريق الموت. 
علي اللهيبي، بالرغم من أنه صحافي معروف في الوسط الإعلامي العراقي لكنه لم يعرف بلقبه العائلي، اتخذ من منصات التواصل الاجتماعي مكاناً لنشر الأسرار، دون الكشف عن شخصيته الحقيقية، فهو يعمل وسط مؤسسة حكومية مهمة، ويلتقي وفقاً لطبيعة عمله بأشخاص حكوميين كبار، ما يجعله يطلع على أسرار مهمة، بحسب قوله.

وأوضح اللهيبي لـ"العربي الجديد" إنه يدير عدداً من المواقع على منصات التواصل الاجتماعي، من خلالها يبث أخباراً يحصل عليها من مصادر يصفها بأنها "موثوقة" تعرف عليها من خلال علاقاته المتشعبة داخل مؤسسات الدولة. 

وأضاف: "قليل جداً من أصدقائي يعلمون بشأن هذه المنصات، وهم يدعمونني أيضاً بما يتحصلون عليه من معلومات" لافتاً النظر إلى أن "الكثير من الأخبار التي أنشرها على منصاتي الخاصة تجد صداها في الشارع وحتى في الأوساط السياسية والحكومية، وأحياناً تصبح مواضيع برامج تلفزيونية". 

وأكد اللهيبي أنه كشف عن ملفات فساد في عقود شراء وتجهيز بوزارات ودوائر حكومية، تبلغ ملايين الدولارات، وقضايا أخرى تتعلق برشاوى لتعيين موظفين، مبيناً أن من يقف وراء تلك العمليات مليشيات وشخصيات سياسية، لافتاً النظر بالقول: "ووفقاً لذلك فأنا الآن في عداد الأموات لو كنت كشفت عن هويتي".


العربي الجديد


PM:02:43:23/05/2017




192 عدد قراءة