أشكال الرقابة الجديدة على وسائل الاعلام في كتاب جديد عن حرية الصحافة




وصلت حالات اعتقال  الصحفيين وقتلهم الى أرقام قياسية. واصبحت المراقبة عبر الإنترنت بمثابة عملية  إبادة لخصوصية المستخدمين ، واصبح من الممكن ان يخضع الإنترنت لسيطرة الحكومة في أي وقت. جيل سيمون، المدير التنفيذي للجنة حماية الصحفيين، يحذر من أنه لم يعد بإمكاننا افتراض أن نظامنا الإعلامي العالمي مستقر ومحمي ومنيع. ويتعرض الصحفيون للهجوم بشكل متزايد من قبل الحكومات الاستبدادية والمسلحين والمجرمين والإرهابيين الذين يسعون جميعا إلى استخدام التكنولوجيا والضغط السياسي والعنف لتنفيذ اجندتهم  العالمية حول تدفق المعلومات.وكما تشير التقارير الواردة من باكستان وروسيا وتركيا ومصر والمكسيك، وغيرها من  المناطق الساخنة الأخرى في العالم ، فإن الصحفيين يتلقون  التهديدات من جميع الأطراف. والنتيجة هي أزمة متزايدة في المعلومات - أي نقص في الأخبار التي نحتاجها لإضفاء معنى على عالمنا المعولم ومحاربة انتهاكات حقوق الإنسان، وإدارة الصراعات، وتعزيز المساءلة. واستنادا إلى خبرته في الدفاع عن الصحافيين في  الخطوط الأمامية، فان جيل سيمون يدعو في كتابه (اشكال الرقابة الجديدة على وسائل الاعلام  ) جميع"المواطنين العالميين "، وصانعي السياسات في الولايات المتحدة، ودعاة القانون الدولي، ومجموعات حقوق الإنسان إلى وضع جدول أعمال عالمي لحرية التعبير وهو يقترح عشر أولويات رئيسية، بما في ذلك مكافحة قتل الصحفيين، وإنهاء الرقابة، ووضع ميثاق عالمي للتعبير الحر لتحدي القوى الإجرامية والفاسدة التي تسعى إلى التلاعب بأخبار العالم.وفي هذه المقابلة يتحدث مؤلف الكتاب عن القضايا التي تناولها في كتابه :
* عنوان  الكتاب هو "اشكال الرقابة الجديدة". وبماذا  تختلف هذه  الرقابة عن الاشكال القديمة؟

- الرقابة التقليدية تقوم على التسلسل الهرمي للسيطرة. وتحدد القيادة السياسية للبلد بالشكل الأكثر صرامة ما يستطيع الناس معرفته، وتنفذ التوجيهات من قبل رقباء فعليين يشغلون غرف الأخبار ويمنعون نشر المواد المحظورة. وبعبارة أخرى، الناس لا يطلعون على الاشياء التي لا يعرفونها  . وهذا النوع من الرقابة هو مفارقة تاريخية في عالم يتسم بالعولمة و انتشار شبكات الانترنت  حيث يتعين على الأنظمة الاستبدادية أن تندمج في النظم المالية ونظم المعلومات الدولية. حتى إذا كنت ترغب في حظر الإنترنت، وهذا لاتقوم به  سوى عدد قليل من البلدان هذه الأيام - تحتاج إلى إيجاد وسيلة لإدارة المعلومات بدلا من الاعتماد على وسائل القمع البسيطة. في هذا الكتاب، ألقيت  نظرة على مجموعة متنوعة من الستراتيجيات التي تركز على سلالة جديدة من المستبدين المنتخبين الذين أسميهم "الديمقراطيون". وأتطلع إلى النظام الصيني لإدارة الإنترنت، واستكشف أيضا الطريقة التي يستخدم بها الإرهاب والجماعات الإجرامية الاجتماعية وسائل الإعلام لنشر رسالة الخوف والترهيب.

* ماذا تقصد بمصطلح، المواطن العالمي. الذي ظهر في كتابك؟
- أحد الموضوعات الرئيسية التي أستكشفها في الكتاب هو الطريقة التي حولت بها التكنولوجيا نظام المعلومات العالمي، بما في ذلك وسائل الإعلام العالمية. أستخدم مصطلح المواطن العالمي لتمثيل جميع أولئك الذين يدركون أن مصالحهم تتجاوز الحدود الوطنية. ومن أجل اتخاذ قرارات مستنيرة بشأن المسائل التي تؤثر على حياتهم، يحتاج المواطنون العالميون إلى الحصول على المعلومات العالمية. صحيح أن التكنولوجيا تجعل من الممكن الوصول إلى المعلومات من جميع أنحاء العالم بطرق لم يكن من الممكن تصورها قبل بضعة عقود. إلا أن وفرة المعلومات تعمينا على الثغرات الكبيرة في معرفتنا بالأحداث العالمية، والثغرات التي تنتج عن الضغط الذي تمارسه الحكومات الاستبدادية، والعنف القاتل الذي ترتكبه الجماعات الإجرامية والإرهابية، وتختنق مراقبة اتصالاتنا عبر الإنترنت، وأوجه القصور الواضحة في الهياكل الإعلامية. 

وتتجاوز الرقابة نفسها حدودها الوطنية، لأنها تمنع الناس من خارج البلد الذي تجري فيه الرقابة من الوصول إلى المعلومات التي قد تكون ضرورية لحياتهم الخاصة. إحدى الحجج الأساسية لحرية الصحافة في السياق الوطني هي أنه ضروري للحكم الرشيد والمساءلة. ولكن لا توجد آلية فعالة لضمان أن تنتج الأخبار والمعلومات المساءلة على الصعيد العالمي.
* هل يمكن لك أن تعطينا  نبذة عن حياتك؟

- عملت لمدة عشر سنوات كصحفي في أمريكا اللاتينية وتنقلت ما بين المكسيك وأمريكا الوسطى وكوبا. كنت أعمل لحسابي الخاص ولأنني لم أستطع التنافس مع الصحفيين الرسميين من حيث الوصول الى المعلومة فقد  تخصصت  في كتابة مقالات  عن حياة الناس العاديين، وقمت بزيارة مدن الصفيح والقرى المتعبة. وقد جعلني  هذا أكن تقديرا عميقا للصحافة التي تسعى إلى معالجة القضايا الاجتماعية الملحة. وفي عام 1997، نشرت كتابا بعنوان "المكسيك المهددة بالانقراض "، الذي يتناول أزمة المكسيك البيئية وأثرها على شعب ذلك البلد.

وفي العام نفسه، توليت وظيفة في لجنة حماية الصحفيين كمنسق لبرنامج الأميركتين. وبعد بضع سنوات أصبحت نائبا للمدير وفي عام 2006 اصبحت المدير التنفيذي. يعتمد كتابي هذا  على خبرتي كصحفي وداعية لحرية الصحافة.
* الى من تتوجه  بهذا الكتاب؟

- آمل أن يصل إلى جمهور واسع من الصحفيين والمتخصصين في الشؤون الدولية والأكاديميين والناشطين في مجال حقوق الإنسان والصحافة والقراء الذين يهتمون بالأحداث العالمية. ورغم ان القضايا التي يتناولها الكتاب هي مسائل معقدة، فان الكتاب عالجها بشكل سلس. أنا مهنتي صحفي ، واؤمن بالمبدأ   الصحفي : "إكشف الاشياء ،بدلا من ان تتحدث عنها". لقد استفدت من تجربتي الخاصة كمراسل في أمريكا اللاتينية وداعية لحرية الصحافة داعية لتوضيح افكاري.
 عن: موقع جامعة كولومبيا

 ترجمة: المدى 



PM:02:31:28/12/2017




1364 عدد قراءة