إرشادات لكتابة تقارير دقيقة عن قضايا المكونات والتماسك الإجتماعي بعد النزاعات






يلعب الإعلام دورًا مهمًا في قضايا التماسك الاجتماعي، وتبرز أهمية الكتابة الصحفية الجيدة داخل مجتمعات مرت بحروب وواجهت أزمات أمنية واجتماعية بين مكوناتها، وربما يكون الصحفي هو العنصر الأساسي في تماسك المجتمع في المرحلة اللاحقة للنزاعات.

فمن الممكن أن يجنّب الصحفي مجتمعًا كاملاً من القتل والتشرّد عبر تقرير صحفي أو قصة إنسانية يكتبها بحرفية ودقة عاليتين، وربما بقصد أو غير قصد، يمكن أن يثير النزاعات ويشجع على خطاب الكراهية ويساعد في تفكك المجتمع وبالنتيجة يؤدي إلى القتال بين المكونات.

ومن أبرز الأمثلة على الأزمات المجتمعية التي تسبب بها خطاب الكراهية والتحريض الإعلامي، كان  العراق خلال عامي 2006-2007، حين وقع صراع طائفي ولحقته صراعات متعددة بين المكونات وآخرها ما قام به تنظيم "داعش" وتعرّضه للايزيديين وتهجير الآلاف من غرب العراق.

 وانطلاقًا مما تقدّم، تورد شبكة الصحفيين الدوليين بعض المعلومات والنصائح التي وجهها المدرب الدولي المتخصص بمجال الكتابة عن قضايا التماسك الإجتماعي، خضر دوملي:

مفردات (تثير النزاعات – خطاب الكراهية):
المفردات التي تثير حفيظة المكونات والناتجة عن الصور النمطية داخل المجتمعات، وكثيرًا ما يعطي الصحفي الحق لنفسه بوضع تلك التوصيفات ضمن الجمل التعريفية، كما يكتب مفردات تحرض على الكراهية عندما يتم تعميم تهمة على مجتمع بعينه نتيجة اختلافه المكون، مثلا (لا يوجد لديهم نبي - او عبدة ابليس -  او لا يمتلكون كتابا مقدسا).

 هذه مجموعة من بيانات صادرة عن مؤسستين معنيتين بحقوق المكونات في العراق ( بيت الإعلام العراقي  -  مسارات للتنمية الثقافية والإعلامية) لرصد خطاب الكراهية في المؤسسات الإعلامية، والتحريض على العنف وانتهاك حقوق الأقليات والمكونات.

رصد خطاب الكراهية في الإعلام العراقي
تقارير الرصد الإعلامي
 

قوانين:
هناك العديد من القوانين التي على الإعلاميين والصحفيين الاطلاع عليها والتي تخص المكونات أو الأقليات، منها:

الإعلان العالمي لحقوق الانسان.
إعلان بشأن حقوق الأشخاص المنتمين إلى أقليات قومية أو إثنية وإلى أقليات دينية ولغوية
اعلان التسامح والتنوع لليونسكو
الدستور العراقي ذكر في الباب الثاني، الحقوق والحريات، المادة (14): العراقيون متساوون أمام القانون بدون تمييزٍ بسبب الجنس أو العرق أو القومية أو الأصل أو اللون أو الدين أو المذهب أو المعتقد أو الرأي أو الوضع الاقتصادي أو الاجتماعي.
المادة (15): لكل فردٍ الحق في الحياة والأمن والحرية، ولا يجوز الحرمان من هذه الحقوق أو تقييدها إلا وفقاً للقانون، وبناءً على قرارٍ صادرٍ من جهةٍ قضائيةٍ مختصة.

وأيضا الكثير من الفقرات والمواد التي يتضمنها الدستور العراقي.

 

3-  مواقع تساعد الصحفيين في الكتابة عن المكونات

حتى يستند الصحفي الى معلومات موثوقة عليه ان يطلع على المواقع الرسمية للمكونات والتي تقدم تعريفات او وصف لبعض الحالات الخاصة بجميع المكونات والأقليات، وهذه جملة من بين هذه المواقع المهمة.

بيت الإعلام العراقي.
موقع مسارات للتنمية الثقافية والإعلامية
ايزيدي24 : موقع خاص بالمكون الايزيدي
المجلس العراقي لحوار الأديان
وغيرها من المواقع الخاصة بالمكونات والمعنية بحقوق الانسان.

 

4- دور الصحافة في التماسك الاجتماعي:

 يمكن أن يساهم دور الصحفيين والإعلاميين في تعزيز التماسك الإجتماعي من خلال التقارير الصحفية والقصص الإنسانية وأن يعيد الثقة بين مكونات المجتمع الواحد من خلال اعداد مواد صحفية مختلفة -  تقارير -  مقابلات - ومتابعات صحفية مرئية ومسموعة ومقروءة تتناول المشتركات بين المكونات وكيفية تعزيزها - التحديات التي تقف في طريق الناس لمزيد من التواصل وبناء الثقة -  مساهمة الاطراف المختلفة في مساندة بعضهم في مواقف انسانية مختلفة.

 

5-  مقومات الكتابة للقضايا الاجتماعية:

هناك الكثير من الاساليب ولكن يفضل دوما اعداد مواد فيها آراء وتعليقات من مصادر موثوقة ومتزنة والاستناد الى مصادر معرفية وتقارير معلوماتية ليس فيها طرفان متضادان أو اثارة بين طرفين متخاصمين من المكونات.

 

6-  المسؤولية الاجتماعية:

من اخلاقيات العمل الصحفي الخاصة عن قضايا التعايش، هي المسؤولية الاجتماعية التي تقع على عاتق الصحفي وهي جزء اساس مكمل للأخلاقيات ولكن عند الكتابة عن قضايا الاقليات والتماسك الاجتماعي تتضاعف تلك المسؤولية في سبيل ان تؤخذ بنظر الاعتبار ان لا تسيء المادة الصحفية للرموز والشخصيات والمعتقدات الخاصة بالمكونات وعلى الصحفي ان يكون دقيقًا في توظيف المفردات والجمل وعدم الخوض في المعتقدات الدينية للمكونات.

 

7-  معرفة المجتمعات المحلية:

كلما زادت معرفة الصحفي بمسارات التنوع في المجتمع واهميته كلما أصبح أكثر اطلاعا على آليات العمل بالمواضيع الكثيرة التي لها علاقة بتعزيز العلاقات والمشتركات بين المكونات المختلفة التي تعد اساسا للاستقرار وبناء السلام المجتمعي على المدى الطويل.

هذا موجز مهم عن الأقليات في العراق
 

8- أسلوب الكتابة لقضايا التماسك الاجتماعي:

عادة في اعداد التقارير الصحفية عن اي مشكلة بصورة عامة، يلجأ الصحفيون الى اخذ الطرف المتضرر والطرف الآخر الذي تسبب بالضرر وأطراف اخرى معنية بالموضوع، وهذا الأسلوب في الكتابة عن قضايا التماسك الاجتماعي لا ينفع كون التقرير الصحفي سيعمق الخلاف ويركز على المشكلة لا الحل ويسبب الاثارة.

لكن عند الكتابة عن قضايا التمساك الاجتماعي والتي ترتبط مثلا بالعلاقة بين المكونات ولحساسية الموضوع يختلف اسلوب الكتابة في كتابة القصص والتقارير الصحفية وهنالك بعض النقاط الاساسية يجب على الصحفي الاخذ بها كما موضح بالنقاط التالية:

تحديد على الاقل ثلاثة مصادر مختلفة لتحديد رؤية وتأثير الموضوع على العلاقة بين المكونات المختلفة والمكون الذي يركز التقرير عليه.
مصدر معرفي يتم من خلاله تحديد حضور هذا المكون في المحافظة أو البلد وأهمية وجوده.
خلفية معرفية ليتم الاستناد إليها بين فقرات التقرير أو في النهاية عن المكون.
حقوقي يبين تأثير هذا الموضوع على مكانة المكون وكيف يتعارض هذا الامر مع المقررات الدولية لحقوق الاقليات وبنود من الدستور العراقي.
 باحث اجتماعي او استاذ جامعي يبين تأثير العلاقة بين هذا المكون والمكونات الأخرى في حال لم تحل مشكلتهم وما يتركه من أثر سلبي او يبين التأثير الإيجابي في حال تم حل المشكلة المعنية بالمكون.
اختيار زاوية مهمة تكون محور القصة – التقرير الصحفي وتقديمه بطريقة لا تترك اثرا سلبيا على المكانة الاجتماعية للمكون.
 تجنب بعض العبارات الرئيسية التي تشير الى توصيف المكون بطريقة تعتبر اساءة له أو عبارات غير دقيقة عن الهوية والمعتقدات.
عدم زج معلومات غير مرتبطة بموضوع التقرير.
التركيز على المشتركات بين المكون المعني والمكونات الأخرى.
على الصحفي تجنب زج توجهاته في التقرير، وضرورة تجنب التأثر بالانتماءات والتركيز على تعريف المكونات وبالنتيجة يقبل الناس بعضهم البعض  ويساعد التقرير على التماسك الاجتماعي بين المكونات والأقليات في البلد. 
الصورة الرئيسية التقطت خلال دورة تدريبية في السليمانية عن التماسك الإجتماعي بعدسة حيدر إنذار


ijnet


PM:05:28:28/10/2018




808 عدد قراءة