الأجيال الشابة هم الأفضل في تمييز الحقائق من الآراء!






في عصر الثورة الرقمية التي جذب خلالها الإعلام الإلكتروني أعدادًا هائلة من القرّاء، حدثت فجوة كبيرة بين مستهلكي الأخبار الكبار في السنّ وبين الأجيال الشابّة، إن لطريقة متابعة الأخبار بين المنصات الإلكترونية والجرائد أو لطريقة استيعابها والتمييز مثلاً بين مقالات الرأي وبين الأخبار العاديّة، وهذا الموضوع كان محور بحث ودراسة أعدّها مركز بيو للأبحاث، الذي أجرى مسحًا بين عدد من متابعي الأخبار التي تختلف أعمارهم، حول التمييز بين مقالات الرأي التي تنشرها الصحف والأخبار والوقائع والحقائق الأخرى، التي تكون أخبارًا بشكل خام ولا تتضمّن آراء.

وبحسب الدراسة الإستقصائية التي أجريت في فبراير/ شباط ومارس/ آذار، فالأشخاص من الأجيال الشابّة الذين لا يفارقون هواتفهم الذكية ولا يعرفون أيام الجرائد المطبوعة التي تفصل صفحات الأخبار من قسم الرأي، ليسوا هم من يجب أن نقلق عليهم بشأن تمييز البيانات الإخبارية من الآراء.

وخلصت الدراسة إلى أنّ الأميركيين ممن شاركوا في الدراسة، والذين تتراوح أعمارهم ما بين 18 و49 سنة كانوا أكثر ميلاً إلى تصنيف عبارات واقعية على أنها حقائق وبيانات رأي على أنها آراء، فقد حدّد ثلث هذا النطاق العمري جميع العناصر الإخبارية الخمسة في الإختبار بشكل صحيح، مقارنة بنسبة 20 في المئة من أولئك الذين تجاوزوا سن الخمسين، كذلك حدّد 44 في المئة من المجموعة الأصغر سنًا جميع بنود مقال الرأي بشكل صحيح، مقارنة بنسبة 26 في المئة من كبار السن.

Pew research fact from opinion.jpg

)يمكنك إختبار قدرتك هنا، بغض النظر عن عمرك).

 من جانبه، كتب الباحث في مركز بيو للابحاث جيفري جوتفريد: "إلى جانب البراعة الرقمية، وجدت الدراسة الأصلية أن هناك عاملين آخرين لهما علاقة قوية مع القدرة على تصنيف التصريحات الواقعية والرأي بشكل صحيح، وهما وجود وعي سياسي أكبر وثقة أكبر بالمعلومات الواردة من وسائل الإعلام الوطنية". وأضاف: "على الرغم من حقيقة أن البالغين الأصغر سنًا يميلون إلى أن يكونوا أقل وعيًا بالسياسة ويثقون في وسائل الإعلام أكثر من كبار السن، إلا أنهم ما زالوا يؤدون أداءً أفضل في هذه المهمة".

وما تقدّم يؤكد هامش دراسة أعدّها معهد الصحافة الأميركية مؤخراً ووجدت أن 43٪ فقط من الأميركيين اعتقدوا أنه من السهل التمييز بين الآراء والأخبار على المواقع الإخبارية الرقمية ووسائل التواصل الإجتماعي. ووجد باحثو المعهد أنّ 52٪ من البالغين تحت سن الثلاثين قالوا إنه من السهل نوعًا ما إخبارهم على وسائل التواصل الإجتماعي، مقابل 34٪ من البالغين الذين يبلغون 60 عامًا وما فوق: "كان مستوى السهولة هو نفسه بالنسبة للبالغين الأصغر سنًا في جميع وسائل الإعلام". كما أشارت الدراسة إلى أنّ مجتمع الشباب كان أقل دراية بالعبارة المطبوعة مثل "op-ed") مقالات الرأي) من الكبار.


ووجدت دراسة أخرى حديثة لـ "بيو" أنه في حين توقع 57٪ من مستخدمي وسائل التواصل الإجتماعي الأميركيين أن الأخبار التي صادفوها هناك "غير دقيقة إلى حد كبير"، فإن مستخدمي وسائل التواصل الإجتماعي الأصغر سنًا رجحوا أن وسائل التواصل الإجتماعي "أثرت على تعلمهم نحو الأفضل" (48 في المئة من هؤلاء الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و 29 عاما، مقارنة مع 28 في المئة من الذين تتراوح أعمارهم بين 50 و64).

والجدير ذكره أنّ مقالات الرأي تلعب دورًا أكبر بكثير في الأخبار هذه الأيام، مع الكتابات المجهولة الكاتب حول الرئيس الاميركي دونالد ترامب في صحيفة نيويورك تايمز ومساهمة الرئيس الخاطئة في صحيفة يو إس إيه توداي. كذلك فإنّ الأجيال الصاعدة من مستهلكي الأخبار تفهم تصميم الصحيفة بشكل أكبر.

إذًا، الأشخاص الذين لا يفارقون هواتفهم الذكية ليسوا هم من يجدر بنا أن نقلق عليهم في التمييز بين الأخبار العادية ومقالات الرأي.

 نُشر هذا المقال للمرة الأولى من قبل مختبرات نيمان، وتمت إعادة نشره على شبكة الصحفيين الدوليين بعد الحصول على إذن.

ijnet


PM:05:31:28/10/2018




104 عدد قراءة