المرشح السابق لرئاسة الجمهورية سردار عبد الله يصدر روايته "آتيلا آخر العشاق"






أصدر المرشح السابق لرئاسة الجمهورية السياسي الكردي المستقل سردار عبد الله، رواية يتناول فيها واقع الانسان الكردي ومكابداته، متمثلا ببطل الراوية "آتيلا" الذي عشق فتاة قروية غير مجرى حياته.

ويستهل آتيلا السرد في ليلته الأخيرة بالوقوف متشككا متحديا الله بكأس من الخمر، متحيرا فيقرر شربها حين يغضب فيكفر بكل شيء، ثم يهدأ فيستغفر ويقرر عدم شربها، والاستمرار بالالتزام بتوبته التي تلقاها قبل سنوات على يد قروية أمية عشقها، ورفضوا تزويجها به لعدة اسباب، فتنتشر الحكاية لتصبح شاغل الناس، الذين يتفاعلون معها، مثلما أصبحت حكاية توبته شغلهم الشاغل من قبل.

وتستمر هذه المكابدة بين شربه كأس العرق الذي يعني نقض توبته والعودة الى حياة الادمان التي عاشها قبل لقائه بتلك الفتاة القروية، وبين عدم شربها والبقاء ملتزما توبته وعهده لحبيبته فاطمة، التي لن يلتقيها لأنها سيقت مع اهلها وعشرات الآلاف الى المقابر الجماعية اثناء جرائم الانفال.

يتكفل شاسوار بالتوالي مع آتيلا بسرد بقية الفصول مستذكرا ما حدث في عقدين من تاريخ العراق وكردستان، بما فيها صعود الثورة الكردية وانهيارها نتيجة اتفاقية الجزائر، ثم الحرب العراقية الايرانية، ثم حرب الكويت بمرحلتيها، وانتفاضة العراقيين ومنهم شعب كردستان.

ويوفر بذلك الخلفية السياسية والاجتماعية التي تدور فيها احداث حياة آتيلا الذي كان مدمنا سكيرا فتاب على يد تلك القروية، ويهتدي في جلسة سمر يلتقي فيها مقاتل شيوعي عربي من الناصرية بشاسوار الذي يريد قتله، لكنه يكمل معه الليلة بجلسة صفاء خمرية مستغرقين في الحديث عن الاغاني والشعر، والشاعر الصوفي الكبير فريد الدين العطار.

يهيم آتيلا الى ان يحصل على نسخة من كتاب العطار المسمى (منطق الطير)، فتنزل روح العطار في آتيلا الذي يكابد بعض ما وقع للعطار قبل قرون من ذلك.

ويؤدي كل هذا الى حضور كبير للعطار، وكتابه الذي يشكل الفضاء العشقي العرفاني لمجمل النص، الذي يبدأ كل فصل من فصوله باقتباس من العطار، وتندرج عشرات الحكايات الواردة في منطق الطير في النص الروائي، وكل حكاية حسب سياقها ومقتضيات السرد.

كل ذلك يحرق روح آتيلا بالشوق الى مزارات العشاق، ومعابد يصلي فيها متجاوزا خلافه مع دينه الاسلامي، فيذهب لزيارة مزار العطار في مدينة نيسابور التي يقيم فيها عدة اشهر يتعلم خلالها العزف على آلة الطنبور.

اثناء كل ذلك يتم تسليط الضوء على العديد من المعضلات: الصراع الطبقي، التقاليد وسطوتها، الصراع الطائفي وانعكاساته الاجتماعية، الصراع القومي، التعايش القومي الذي يتوج باستشهاد مقاتل عربي بغدادي في صفوف الثورة الكردية، الثورات الكردية وهزائمها وانتصاراتها، جرائم الابادة الجماعية بما فيها الانفال وقصف حلبجة بالسلاح الكيمياوي، وغيرها الكثير.

وكذلك تسترجع احداث هامة في لباس روائي منها: موت هواري بومدين، والثورة الايرانية وهروب الشاه وسقوط نظامه، وغيرها من الاحداث المفصلية التي حكمت حياة شعوب المنطقة ومصائرها.

انها رواية وجع الكردي، وحملات ابادته وثوراته.. النص الروائي سفر العشق، اذ يختلط عشق الانثى، بعشق الكأس، بعشق الثورة، بعشق الله الذي يغرس حب جميع البشر، لا بل وحتى حب جميع كائناته.

تختلط فيه الاسطورة بالواقع، من خلال حضور العديد من الانبياء والاولياء، الذين يلتقيهم في عروجه الاخير نحو السماء، في مشهد ينتهي باندماج روح آتيلا بروح فاطمة وبالذات الالهية كما حدث تماما في نهاية رحلة الطير واكتشافها الذات الالهية في مرآة ابدعها بتفرد كبير فريد الدين العطار في منطق الطير.

في الجانب الآخر منه هو رواية المؤمن المتيقن الذي يكابد شكا قاتلا عالقا في وادي الحيرة التي يذكرها العطار في كتابه من ضمن الوديان السبع التي يقطعها الطير بهداية من الهدهد، بغية الوصول الى جبل القاف والمثول امام الحضرة الإلهية.

تختزل كأس العرق تلك الحد الفاصل بين الكفر المطلق والايمان الذي يصل حد اليقين، ويبقى القارئ متلهفا لمعرفة مصير كأس العرق ولا يعرفها سوى في الفقرة الاخيرة من الرواية اي بعد عبور ٥٤ فصلا وأكثر من١٢٠ الف كلمة كما هو حال الطير في عبور وديان الايمان السبعة.

واسم الرواية يأتي من خلط آراء لشاسوار يسميها آتيلا نظرية في العشق، تقول بأن لحظة الخلق وتحول آدم الى انسان، هي لحظة عشقه لحواء، وعليه فهو يفند كما العطار المنطق والعقل في فهم العشق، فيرفض مقولة المنطق التي تقضي بأن الانسان حيوان عاقل، أو ناطق، بل يؤكد بأن الانسان بطبيعة خلقه كائن عاشق.

وحين يلتقي آتيلا بآدم عليه السلام في عروجه الاخير، ويراه نادما على عشقه الآثم، فيبادر آدم عليه السلام الى اطلاق لقب آخر العشاق على آتيلا.

ثم في الفصل الاخير ايضا، يستنتج شاسوار بأنه لو كان آدم هو اول العشاق، فإن آتيلا هو آخر العشاق، وهنا يتساءل: هل جاء يبشر بدين جديد؟.


 الغد برس



PM:03:10:12/12/2018




172 عدد قراءة