كلمة مركز ميترو
رحمن غریب
 
بمناسبة اعلان التقرير السنوي عن اوضاع الصحفيين في اقليم كردستان لعام 2015

على مدى خمس سنوات ومركز ميترو  يقوم المركز دوريا بالاعلان عن تقريره السنوي عن الحريات الصحفية في اقليم كردستان خلال مراسيم تحضرها وسائل الاعلام الكوردستانية والعراقية والعربية، كما واجتذبت هذه المراسيم عدد كبير من السياسيين ومن مختلف الاتجاهات الحزبية، أضافة الى المثقفين وكل المهتمين بحقوق الانسان بشكل عام وحقوق الصحفيين بشكل خاص.
واستمرارا بهذا التقليد السنوي قام المركز بعرض تقريره السنوي امام الرأي العام  في اقليم كردستان وجميع الجهات المعنية  في الحكومة والجهات الاخرى ذات العلاقة.

ومركزنا يفتخر بمواصلة اصداره للتقرير السنوي حول حريات الصحفيين، على الرغم من تساؤل الكثير من  اصدقائنا حول جدوى اصدار مثل هكذا  تقارير؟ ومالذي تعنيه بالنسبة للسلطات والجهات التي تمارس انتهاكاتها بحق الصحفيين؟ وما الذي حققته هذه التقارير من تغيير في سياسة هذه الجهات؟ وماهو سبب تفاؤلكم بهذا النشاط؟

ومن الجهة المقابلة فأن هناك جهات تتهم المركز بان ما يقوم به يمثل تجاوزا يؤدي الى الاساءة لتجربة وسمعة اقليم كردستان! 
وردا على مثل هكذا تساؤلات واتهامات؟ فأن الاجابة عليها تتمثل بسياسة المركز والتي تعتبر الصحافة هي السلطة الرابعة والتي يمكن ان تساهم في تقويم عمل السلطات الثلاث الاخرى، وبالتالي المساهمة في تجاوز الاخطاء التي يمكن ان ترتكبها تلك السلطات في غمرة عملها، لذلك يرى المركز   ان استمراره في كشف التجاوزات ضد الصحفيين تضمن عدم تحول هذه التجاوزات الى واقع حال لايكترث اليها اي احد وبالتالي تنحرف الصحافة عن اداء دورها التنويري في كشف الحقائق للرأي العام. 

وقد شخص مركز ميترو ان الصحفيين يتعرضون الى الاعتداءات عندما تشتد الصراعات السياسية والحزبية، حيث يتم عرقلة عملهم والاعتداء عليهم وتحطيم ادوات عملهم، على الرغم من ان السلطات تدعي انها تدعم حرية الصحافة، ولكن يبدوا ان ذلك يتم بالاقوال فقط، ولكن هذه الاقوال والتعهدات لاتترجم الى افعال على ارض الواقع، وان الصحفيين يبقون بدون اي حماية او دعم.
اعزائنا 
جميعنا يدرك بان تنظيم داعش هو عدو خطير وشرير، ونشعر بالعرفان والشكر اتجاه الابطال الذين يواجهون هذا العدو، ولكن خطورة هذا التنظيم،  ليست مبرر يجيز للسلطات ارتكاب الاعتداءات والتجاوزات ضد الصحفيين وعرقلة عملهم، اذا انهم يبغون الى تغطية الاخبار في جبهات القتال بين قوات البيشمركة وتنظيم داعش، من اجل تنوير المواطنين بالحقائق وعدم تركهم ضحية للشائعات وفي حالة من التشويش وبالتالي المستفيد الوحيد من ذلك هو تنظيم داعش الارهابي. 

ان مركز ميترو يرى ان الديمقراطية في اقليم كردستان مهددة وعلى اكثر من جبهة فبالاضافة الى تهديد داعش الاجرامي، فأن الفساد الاقتصادي والسياسي والذي وصل الى ذروته، متمثلا بالازمة السياسية الحادة والازمة الاقتصادية والتي بدأت تشكل عبئا ثقيلا على كاهل المواطنين، وبالذات عدم صرف رواتب الموظفين.

 ان التغطية الاعلامية لهذه الازمات ليست جريمة، بل هي حق اساسي، ليس للصحفيين فقط وانما لجميع المواطنين ايضا.
ان التهديدات والعنف النفسي والجسدي الذي يتعرض له الصحفيين، لن يعالج اي ازمة ولا يدخل في مجال العمل وطني بحجة ان الوطن يواجه ظروف عصيبة، وان اي شخص يمارس ويؤيد هذه التصرفات  فانه لايقدم خدمة لكوردستان وشعبها، بل انه يعمل على الاساءة لسمعة اقليم كردستان وتجربته الديمقراطية.

ان المركز لايدافع عن اي عمل غير مهني، قد يمارس من قبل بعض الصحفيين، ولكن ذلك ليس مسوغ لاستخدام العنف ضدهم، ان السبب الاساسي لاستخدام العنف يكمن في سيادة عقلية معينة في الدوائر الحكومية والحزبية في الاقليم، تقوم بممارسة اعتداءات خطيرة وواضحة ضد الصحفيين، وتعتبر ذلك من ضمن حقهم، وسيستمرون في مثل هذه الافعال طالما انهم يفلتون من العقاب في كل مرة. 
وان الاخطر من ذلك ان بعض المنظمات المعنية بالدفاع عن حقوق الصحفيين، مع الاسف الشديد يساهمون في ممارسة الانتهاكات ضد الصحفيين .او يغطون عليها. 

ان الوقت قد حان لوضع حد لهذه الانتهاكات وعدم افساح المجال لممارستها، والتي لازالت شائعة سواء ضد الصحفيين او ضد المجتمع والناشطين في مجال المجتمع المدني، ان اغلاق القنوات وعرقلة عمل الصحفيين وتحطيم معداتهم وامتهان كرامتهم، في مسعى الى منع ايصال الاخبار والمعلومات والحقيقة الى الرأي العام، والا ماهي الاسباب الموجبة لمنع الصحفيين لممارسة عملهم واغلاق القنوات الاعلامية ؟؟ ان هذه التصرفات والافعال ستؤدي الى خلق حالة من عدم الثقة بين المواطنين والحكومة.

ان مركز ميترو سيستمر في عمله الحيادي في رصد الاعتداءات والتجاوزات التي تطال الصحفيين والتضييق على عملهم واداء واجباتهم، وأننا نأمل ان يتفهم المخالفين لنا في الرأي طبيعة عملنا، وان هدفنا الاسمى هو خدمة الحقيقة.  


PM:02:26:24/01/2016