العمود الثامن : " الارهابي " مظفر النواب !!
علي حسين

منذ أيام ونحن نعيش معركة " فيسبوكية " حول توزيع الحصص الوزارية ، وكنا انا وانتم عشنا زمن الهتافات الثورية " لامحاصصة بعد اليوم " واخبرنا " المدني " حمد الموسوي انذاك بأنه سيُعيد النزاهة والشفافية إلى البلاد إذا ما تمّ انتخابه ، ولأنّ مايجري في هذه البلاد العجيبة ليس من اختراعي، ومعارك الساسة وأهواؤهم حول حصصهم " المقدسة " في الحكومة ، فقد توقفتُ كثيراً عند خبر بثّته وكالات الأنباء يتعلق بأستقالة وزيرة السياحة ومعها وزير التعليم في الاردن ، بسبب كارثة غرق عددا من التلاميذ ، وبعد الاستقالة ستوجه للحكومة تهمة 

وفي خضم هذه المعارك الحامية في بلاد الرافدين قرر البعض أن يضمّ الشاعر الكبير مظفر النواب الى المزايدة ، مكتشفاً نظرية جديدة تقول إن النواب " إرهابي " لماذا ياسادة ؟ لأنه في قصائده دعا الشعب الفلسطيني إلى الكفاح المسلح بكل أشكاله وطرقه ، هذه تهمة جديدة على شاعر عرف بمناصرته لحركات التحرر وتحمله سنوات المنفى القاسية دفاعا عن قضايا الشعب العراقي ، والتهمة الفيسبوكية تدل على تمتع عال بحاسة العدالة، وبفضيلة الاكتشاف وعبور كل المنظمات الارهابية ومعها ما تفعله اسرائيل ، للقبض على مظفر النواب بالجرم " الارهابي " .

برغم ذلك، أرجو أن يسمح لي كتاب الفيسبوك ببضع ملاحظات عابرة: أولا، ليس دفاعا عن مظفر النواب ، فتاريخه الشعري والوطني لايحتاج الى محام " فاشل " مثلي تلاحقه دعاوى حزب الدعوة . ثانيا، كان الاولى بكتاب الفيسبوك ان يتعرفوا على الظروف التي تكتب بها القصيدة او الرواية. ولذلك، طالما كُتب عن بابلو نيرودا بالسوء لانه كان يمتدح ستالين ، لكن لم يتجرأ احد ان يصفه بالارهابي ، من الإخوة والأشقاء حراس العدالة والحرية في الفيسبوك .

وفي خضم هذه المعارك فات البعض – للأسف- أن يدرك أننا نعيش في دولة ابتلعها " المجاهدون " ، ابتداءً من الرواتب التقاعدية الفلكية لمجلس الحكم ، مروراً برواتب أصحاب الفخامة والمعالي والسيادة ، وتتذكرون جميعاً كيف خرج علينا ذات يوم محمود المشهداني ، ليخبرنا أنه وافق على ترك منصبه ، بعد أن ضمن 42 مليون دينار شهريّاً! .

رموز البلدان يجب أن تكرمهم بلدانهم ، قبل أن تطلب من هيئة الاتصالات الحفاظ على الرموز " المزورة " ، فهم الجزء الأهم من مجد الشعوب والبلدان. أما الارهاب الذي نشره مظفر النواب في بقاع الارض ، فهو بالتاكيد نكتة تضاف إلى نكات كثيرة يتداولها هذه الأيام الساسة عن " الحكومة العابرة للطوائف . "

AM:01:33:07/11/2018