الإعلام الطائفي، إغتيال الوطني ....!
فلاح المشعل
تعمل الكثير من المؤسسات الإعلامية العراقية بمنهج الإنكفاء الطائفي، سواء الشيعية أم السنية، كما يحلوا للبعض ان يعلن تشدده الطائفي عبر قنوات " فضائية " مرئية ، مايجعلها تظهر في إطار التوجيه الحزبي أو الطائفي المتشدد، وليس مخاطبة رأي عام قائم على التنوع المذهبي والطائفي والعرقي والديني واللاديني ايضا.

مبادئ ورسالة الإعلام ولوائح الشرف المهني ، تقف على نقيض هذه التوجهات التي لاتكتفي بإغتيال ماهو وطني وحسب ، بل تسهم على نحو فاعل في خلق اجواء الإحتراب الطائفي وإيقاد فتيل الشحن والتناحر والصراع حتى الوصول لدرجة الحرب الطائفية ، لأن الحروب في عموم أنواعها تولد بفضاء الإعلام ثم تتطور الى تبادل الرصاص في الميادين المتحاربة .

البعض صار يفتخر ان له إعلام طائفي وعدد من الإعلاميين الطائفيين ، ينهضون بمهام التصدي والترويج الطائفي أوالعنصري ، بينما عموم الإعلام الطائفي أوالعنصري لايتعدى ان يكون اصداء لصيحات سياسية، محقونة بشحنات تنابز وروح عدائية تحمل عدوى الطائفية السياسية التي تقف وراء تحطيم العراق سياسيا وإجتماعيا .

الإشكالية التي تواجه أجهزة الرقابة أو الجهات المعنية بالبث والإرسال والنشر، ان هذه المؤسسات الإعلامية تعد واجهات لقوى سياسية نافذة ومستنفرة، وأخرى عدائية تقيم وتبث من خارج الوطن، وهي لاتجيد من معاني الإعلام سوى منهج الإعلام الايديولوجي أو الشمولي الذي يقتصر على مهام الدعاية والتمجيد، أو الطعن وتفخيخ الأجواء بعدائية صارخة .

نمط غريب وشاذ صار يتبلور في الساحة الإعلامية أو الدعائية " الفضائية " ، يتمثل في إنحدار العديد من العناصر رجال ونساء الى هذه المهنة التي جعلها تبدو أيسر المهن التي لاتحتاج من مهارة سوى الصراخ وشتم الضيوف أو محاكمتهم ، أو يذهب بعضهم بحديث يتسم بالإسفاف وإنعدام الذوق، وهشاشة الفكرة أو تعفنها ، ناهيك عن أخطاء النطق واللغة وغياب أية لمسة جمالية، ولعل الحالة تتركز أكثر لدى بعض مقدمات البرامج المترعة بالسذاجة والأمية وتخمة اصباغ المكياج .

الأمية الطاغية في الساحة الإعلامية وإرتفاع الصراخ الطائفي ، ترشح عن التكوين الداخلي للقوى السياسية الطائفية، واهدافها التي اسقطت من حساباتها ماهو وطني وثبتت ماهو طائفي ، وبهذا يكون السياسي والإعلامي المترشح عنه ، أدوات قمع وتفريغ لما هو وطني، وهذا إعتداء على الوطن والمواطن الذي يجد نفسه مجبرا على تحمل هذا السقم الذي يملأ الآفاق .

التنوع الطائفي والمذهبي والعنصري ليس ميزة للعراق وحده في المحيط الإقليمي ، بل نظير العراق نجد المشهد اللبناني، لكن من يدقق النظر في المشهد الإعلامي المتنوع بصفحاته السياسية، يجد اشتراك عموم فضائياتهم المعروفة والمؤثرة مثل المستقبل والميادين والجديد والمنار وال L BC وNbNواللبنانية ، تلتقي جميعها تحت سقف المواطنة والدفاع عن الوطن ، وينبغي للإعلاميين العراقيين إدراكه جيدا .

رووداو 

AM:04:19:10/09/2018