الصحافة.. في خدمة المجتمع
عبد الهادي البابي




الصحافة….عبارة عن نداء إنساني غريزي لخدمة المجتمع فيجب على الصحفي أن يستجيب لهذا لنداء الصادر من أعماقه ولكن بشرط أن تتوفر فيه الموهبة والرغبة الملحة في ملاحظة الحياة وقراءة الواقع والناس من حوله..وأن تتوفر لديه المهارة والمعرفة والقيم.. 

التي يمكن أن يكتسبها تعليماً أو تدريباً أو تجربة حيث تضاف إلى رصيد ذلك الإستعداد الإنساني النبيل….. وإن هذه المهنة الشريفة الرفيعة الراقية في كل نواحيها الأدبية والثقافية والعلمية والسياسية والإجتماعية يجب لزاماً على كل من أتخذها مهنة له أن يتسلح بكل مايرفع من مستواه (الثقافي الإعلامي)…من وعي أدبي غزير، وذوق فني رفيع، وثقافة عامة، وفهم للتاريخ، ودراية بالسياسة وفنونها. 

 وإتقان صناعة الخبر، وأن يجيد فن المقالة وضوابطها وشروطها، وأن يمتلك الجهوزية التامة في أنسيابية الكلمات ولفظ المفردات الصحفية الرصينة التي يتحدث بها، والإنضباط في نطق اللغة العربية.. (لأن اللغة العربية وضوابطها وجمالياتها غابت عن قاموس أغلب الصحفيين بعد عام 2003). ولم يعد لها وجود بعد أنتشار (لغة الشارع الشعبية) عند بعض الإعلاميين الجدد (خصوصاً من المراسلين والموظفين في بعض الفضائيات والقنوات والوكالات الخبرية) والذين راح بعضهم يتجاهر باللغة الشعبية الدارجة حتى في نقل الخبر الصحفي (ليغطي على فشله في نطق اللغة العربية الصحيحة)!!…ولاندري كيف منحت نقابة الصحفيين وبقية المؤسسات الإعلامية (هوية العضوية) وغيرها من الهويات إلى من لايجيد النطق أو الكتابة باللغة العربية الفصحى حتى ولو بجملة واحدة فقط..!!

 ان من يحمل صفة (الصحفي) يجب أن يكون جديرا بهذا العنوان المهم.. وعليه أن يبتعد عن الإبتذال والإنبطاح وتحقير نفسه وإذلالها أمام المسؤولين..وعدم التسكع على أبواب من يعطي ويكرم..!! وأن لا يقبل إلاّ المهمات التي تتفق مع كرامة المهنة وشرفها وصون كيانها..وأن لايقبل أي (إكرامية) أو (هدية) تدخل ضمن (غض الطرف)، وأن يمتنع عن أخذ كل مايعّرض سمعته ومكانته الصحفية للشبهة والإستغلال وأن يحافظ على إستقلال مهنته ويعمل جاهداً على صون سرها ولايسيء إستغلالها..!! إن الصحافة مهنة شريفة..ونزيهة..وعالية الكيان..ومرفوعة الرأس.. فلاينبغي إذلالها وإهانتتها وتحقيرها بهذا الشكل المشين من قبل مجاميع تسللت إلى برجها الرفيع، وأخترقت حصنها المنيع، في وقت تكاثرت فيه غرائب الزمان..وأختلط علينا الدخن بالدخان.!!!

الزمان 

AM:07:03:07/10/2018