ليس هذا مفهوم الحرية
عبد المحسن عباس الوائلي

ان الذي نراه لم يكن حرية بل هي فوضى والفوضى مرعبة ومخيفة ونتائجها مدمرة فهؤلاء لايفهمون الحرية فللحرية حدود وكل شيء بلا حدود فوضى فهل رأيت بلدا بلا حدود أو دار بلا حدود او ملكا بلا حدود لكل شيء حدود ياعزيزي ودعني اعطيك نبذة مختصرة عن الحرية واسألك وانا اجيب.

ماهي الحرية؟ وكم يبلغ عمرها؟ وما هو مضمونها.؟ وكم من المرات جرى تعديل مفاهيمها وتغيرات تصورات الناس حولها؟ اذا ما تصفحنا كتب التاريخ البشري الحافل الطويل نرى الانسان يخوض حربا عوانا في سبيلها متحملا في ذلك الآلام والتضحيات الجسام. فمن اجل الحرية ثار العبيد على اسيادهم، واقتحم الفلاحون المستعبدون قلاع النظام الاقطاعي ودعت البرجوازية الفتية -التي كانت لم تزل ثورية- الجماهير الشعبية للالتفاف حولها.

وكبداية عصر جديد لتحرر الانسان من الاضطهاد والاستغلال، اطاح العمال والفلاحون الروس في عام 1917 بالنظام القيصري البغيض، وحققت الجماهير الشعبية تحت قيادة البروليتاريا –بعد الحرب العالمية الثانية- السيطرة الشعبية في العديد من البلدان، وثارت الشعوب المضطهدة منذ مئات السنين، وتخلصت من نير السيطرة الاستعمارية الثقيل.

كانت الحرية منذ اقدم العصور هدفا ساطعا وهاجا بذلت البشرية في سبيل تحقيقه اغلى التضحيات، واعظم الجهود. وقد بدأ هذا الهدف في كثير من الاحيان سرابا او غاية او غنيمة في يد حفنة من الناس اساءت استخدام مفهوم الحرية، وزورته، وشوهته خدمة لمصالحها الانانية الذاتية. افلا يعطينا التاريخ الحديث امثلة كافية على ذلك؟ الا تزعم الامبريالية الامريكية بان عدوانها على الفيتنام انما يحدث بأسم الحرية؟ الا يتبجح المعتدون الاسرائيليون والمتواطئون معهم بان حربهم اللصوصية الهمجية ضد البلدان العربية ماهي في الواقع سوى نضال شعب صغير ومضطهد لنيل حريته؟ الا يشير العالم الرأسمالي بأسرة –ويتبجح- الى انه يمثل "العالم الحر"؟

اذن ماذا يفهم الانسان من كلمة حرية؟ ومما ينبغي عليه ان يتحرر؟ ولماذا ينبغي عليه ان يتحرر.. هذه اسئلة ينبغي على المرء ان يوجهها اذا ما اراد ان يميز الجوهر الحقيقي لكل حرية ينادى بها هنا وهناك. وبامكان المرء ان يستنتج ان تفسير مفهوم الحرية ماهو الا مسألة شخصية صرفة تتوقف على العوامل الزمنية البحتة. فهل هذا صحيح؟ اذا افترضنا صحة هذا المنطق عندئذ يعتقد اولئك الناس الذين يطلبون الحرية الشخصية بطريقة فردية انهم على صواب، وانهم على حق عندما ينادون بأن الحرية هي ان يفعل المرء ما يشاء، وانى يشاء، وكيفما يشاء. وهنالك العديد من الناس الذين يتعلقون بهذا الحلم تؤيدهم في ذلك مختلف النظريات العلمية الخاطئة. يستطيع المرء ان ينال حريته عن طريق المجتمع الذي يعيش فيه فقط، وهذا يعني ان يعمل ويعيش في اطار شعبه، ودولته، وطبقته التي ينتمي اليها اقتصاديا وسياسيا. وان كل انسان يتطور ويتشكل بجميع خاصياتها عن طريق المجتمع، كما انه تابع للمجتمع في جميع تصرفاتها واعماله. وخصائص النظام الاجتماعي هي التي تقرر نوع الحرية التي يتمتع بها الانسان في مجتمعه، وتحدد ابعاد الحرية التي يملكها من اجل تطور شخصيته تطويرا كاملا.

وان كفاءات وقدرات البشر الكبيرة لاتستطيع ان تأتي بنتائج طيبة الا في مجتمع خال –بالدرجة الاولى- من جميع اشكال الاستغلال والاستعباد. وهذا موجود في المجتمع الاشتراكي فقط. وقبل ان تتحقق المساواة التامة في الحقوق من الناحية الاقتصادية لكل انسان يمكن للحرية الشخصية –السياسية منها والثقافية- ان تكفل حياة مفيدة للجميع.. حياة مفعمة باغتباط داخلي نفسي عميق.. فلا موجودة هذه الحرية ها هنا في وطني الذي دعوت من الله ان يكون امنا ولا احلى واجمل من الامان.. فالأمان هو الاساس للرقي والتقدم اساس الحياة اساس كل شيء.. اساس الايمان ومن لا امن له لا ايمان له.. ومن له لا ايمان لم لا عقيدة له.


الزمان 

AM:02:40:20/07/2019