تحت السيطرة الالكترونية
هدى جاسم

لطالما انتابني شعور خلال السنوات الماضية ان التحركات الامنية لقادة العمليات تتم في احيان كثيرة بشكل عشوائي وغير مخطط لها ، وان مايحصل هنا وهناك من خرق امني او تحرك يثير الريبة  يبدو بعيدا عن الرصد والتوثيق وحتى الابلاغ  بما يحصل ربما حتى بالقرب من اية دورية للشرطة او الجيش او اي قوة امنية تصادفنا في الشارع .. ولطالما القينا اللوم على تلك الدوريات ليتسع اللوم باتجاه القيادات الامنية في البلاد .. احيانا بشكل انفعالي واحيان اخرى بشكل غير مدروس وغير مطلع على مايحصل خلف بوابات الابنية الامنية .


هذا الشعور قد يكون في داخل كل عراقي يخشى على بلده واهل بلده من ان تطالهم يد الارهاب بكل اشكاله وتحت اي مسمى كان ،فالسلاح او العبوة او الصاروخ عندما يتجه بسمومه المميته  نحو حياة العراقيين لابد من الوقوف  طويلا عن مسببات هذا الموت ولماذا اخترق الاجساد قبل ان تصل اليه يد الامن فتقطعها .


ومن المؤكد عندما يتحدث العراقيين وانا منهم بهذه الطريقة هم ليسوا ضد القوات الامنية بل انهم يطــــــــلبون الامن والســــــلام منتقدين كل من يستهين بمطلبهم المشروع والواجب بالنسبة للمتصدين لهذا الملف الذي ان استـــــــقر استقرت معه الحياة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية .


وفي كل دول العالم هناك غرف للسيطرة الامنية تدار من قبل متخصصين في هذا المجال ولديهم الخبرة في المتابعة والرصد وتشخيص الخلل الامني في كل مكان من تلك البلدان ، كنت اتوقع ان لاتوجد لدينا مثل هذه الغرف الامنية المحصنة ،او انها ان وجدت فانها على نطاق ضيق قد يرى فيها القادة الامنيين اصابع يدهم فقط ليحافظوا عليها دون اهل البلاد ، لكن زيارة بسيطة  لبعض المواقع الامنية ومنها قيادة العمليات المشتركة ببغداد تبين الامر غير ما ترسخ في اذهاننا من افكار بعضها الكثير سلبي باتجاه ادارة الملف الامني ، فهناك موقع داخل بناية هذه القيادة يضم خبراء باعمار مختلفة امامهم شاشات كبيرة واخرى مفردة صغيرة تبين كل المواقع ببغداد وضواحيها وترتبط ايضا بقواطع ومديريات مدن اخرى لتصبح اكبر شبكة امنية للمعلومات تدار على عقارب الساعة الاربعة والعشرين .


هدوء اللواء الركن حامد عبد المقصود لفتة رئيس اركان قيادة العمليات المشتركة وهو يزيح الستار الانيق عن خارطة العمليات الثابتة والمتحركة اليومية اذهلنا عن دقة المعلومات وتحرك القطعات والاحتمالات التي قد تتوقعها تلك القطعات المنتشرة في كل مكان وعن حركة الارهابيين او من يحاول زعزعة امن البلاد .


لفتة المتواجد في كل وقت في هذا المكان الاسر بتفاصيله ودقة المعلومات التي تمتلكها اجهزة الكومبيوتر عن اي تحرك تشير بشكل واضح الى ان امن البلاد تحت السيطرة الالكترونية وبشكل متطور ، لكن الاسئلة بعضها يبقى معلنا ومشروعا  هذه المرة، فاذا كانت لدينا كل هذه الدقة والمعلومات الموثقة الكترونيا تصاحبها عقول شابة متطورة هي الاخرى فاين يكمن الخلل وكيف يستهدفنا الارهاب ؟


كيف نرصد التحرك غير القانوني في نفس الوقت تتلاشى من بين ايدينا بعض القوانين ؟ كيف نمتلك كل هذا التنظيم الامني ومنذ سنوات ولا نستثمره ليكون درعا حصينا للبلاد ؟


وكيف يكون لدينا قادة امنيين بهذا المستوى كاللواء لفتة ويقتل الاطفال والنساء بدم بارد من اعداء الحياة ؟


كيف لي انا شخصيا ان ادرك ان موظفين ومنتسبين في تلك الغرفة الالكترونية يضعون امننا علـــــى شاشاتهم ويحـــــــللون مايمكن ان يحصل بعـــــد سـاعات في نفس الوقت الذي اشـــــــعر فيه بالياس وانا ارى طــــــفلا اغرقــــته الدماء وراح ضــــــحية تفجير عند مدخــــــل كربلاء ؟.


اخيرا نطالب ان تعمم تجربة غرفة السيطرة الالكترونية  في اي موقــــــــع امني لادارة البلاد والوصول بها الى سلام دائم بلا موت مقـــــــنن بعبوة او اطلاقة كاتم او صاروخ عشوائي او طائرة مسيرة عن بعد من غرفة سيطرة الكترونية لا نعرف هويتها.


azzaman


AM:03:01:25/09/2019