الناس خبرنا الأساس
مشرق عباس

اتحدث واصدقائي وزملائي، من الصحفيين في العراق، عن توق يدفعنا دائماً الى خوض الصحافة كمغامرة للكلمة، والاستمتاع بها، والتعامل معها كمصدر الهام، لا مصدر رزق فقط، ولا وظيفة تقليدية، فقط.

ولأن مغامرة الكلمة متعة مثلما هي مسؤولية، كان واجباً البحث عن نمط جديد من العمل الاعلامي، يمكن ان يترجم كل ذلك الى "ناس” حيث تجمعني مرة اخرى مكاتب العمل وصداقة الافكار المشتركة مع زملاء رائعين حول هدف واحد هو "اعادة تعريف الخبر في العراق”.

اختيار الاسم لم يكن من باب التميز الشكلي، بل ان الاسم يدخل في جوهر فلسفة مؤسستنا الاعلامية التي تنطلق كوليد جديد في فضاء الاعلام العراقي، برعاية شركة "ناسنا” للاعلام والاعلان والبث الفضائي، التي وضعت اهدافا معلنة لعملها الحالي والمستقبلي، تخص عرض منتج اعلامي محترم ومتميز، لا يصل الى المتلقي العراقي فقط، بل الى العربي والاجنبي ايضاً.

والوصول بإعلامنا العراقي وعبره بقضايا بلادنا الى خارج الحدود ، ليس مجرد اعلان دعائي لاغراض التسويق، بل شاغل شخصي يجمعني بزملائي، الذين اعتقد بثقة انهم يمتلكون كل الامكانات لانتاج منصة اعلامية محترمة ومتابعة ومؤثرة محلياً وعربياً ودولياً، شريطة ان تتوفر لهم الامكانات اللازمة والبيئة المناسبة للقيام بذلك.

التلفزيون الرقمي والوكالة الاخبارية، هما خطوتان في طريق سلسلة من قنوات ناس الفضائية المستقلة، التي نأمل ان ترى النور بشروط النمط الاعلامي الذي لابد ان يكون ثقافة للمنافسة ومعياراً للمفاضلة المهنية.

شعارنا الاساسي ان "الناس هم خبرنا الاساس”، وبذلك نحاول معاً نحن ومتابعونا وزملاؤنا واصدقاؤنا، تدوير زوايا المشهد الاعلامي، وتوسيع عدسة الرؤية لتتسع لقضايا وهموم وضحكات وتواريخ الناس في الشارع، جنباً الى جنب مع التغطية الاعلامية للقضايا السياسية والاقتصادية والامنية.

ان يكون مانشيت الصفحة الرئيسية يتعلق بقضية اجتماعية او ثقافية او انسانية، لا يعني تغيير الالولويات، بل تكريسها.

سوف نخطئ ونصيب، وسوف نتقبل بصدر رحب كل الانتقادات، ونحاول تطوير هذا الوليد الاعلامي ورعايته وحمايته بمشاركة الجميع، فلا يمكن لشخص او حزب او جهة او مؤسسة ان تزعم انها تمتلك هذه المؤسسة، او تؤثر في خياراتها، او تستخدمها كغطاء لسياسات او انحيازات او احزاب،  فمالكها الرسمي هم الاعلاميون، وملاكها الاعتباريون هم الناس في كل مكان في ارض الوطن، الذين سيضعون بصماتهم هنا، وفي كل ابتسامة رضا منهم، او حتى لحظة نقد او حزن او غضب، يكونون قد شيدوا معنا مؤسسة نستطيع ان نواجه بها الموجات الاعلامية الهائلة التي اجتاحت اسوار وطننا مرات عديدة، وعاثت بالخريطة، وشوهت المعايير، واربكت مفاهيم التعايش بين الناس.

لن تكون منصة انتقامات، ولن يكون بعد الان نصف سياسي نجماً سينمائياً لمجرد انه يلعب على خطاب الكراهية، فنجومنا هم ناسنا، اهلنا الطيبون، الذين مامالوا عندما مالت بهم الارض، وثبتوا فوق جدرانها، يكسر بريق عيونهم ووضوح ملامحهم، وعمق اصالتهم، ضوء الشمس.

*رئيس مجلس إدارة مؤسسة "ناسنا” للاعلام والاعلان والبث الفضائي


NAS

AM:01:59:13/10/2018