دعونا لا ننسى مناضلينا
گلاويژ




گلاويژ (والدة عقيلة جلال طالباني)/ كانت لفاجعة وفاة الكاتب عباس البدري وقعها العميق في نفسي، فحالما تلقيت النبأ الاليم كتبت كلمات بحقه في صحيفة (كوردستانى نوى)، بالاضافة الى الكلمة التي القيتها في اربعينيته. ولا اخفيكم بان الكلمة الاولى، ومن خلال اسم الراحل عباس البدري، أرجعت الي ذكريات عن اخوتنا الكورد الفيليين، اولئك الناس الكرماء، الذين كرسوا ارواحهم واولادهم وبيوتهم واموالهم لخدمة الحركة التحررية الكوردية، وكانوا دوما في خنادق النضال.

 يشهد التاريخ الحديث للعراق للاخوة والاخوات الفيليين تواجدهم الدائم في سوح النضال والتضحيات؛ منذ الحكم الملكي لحين سقوط النظام البعثي. ومع اندلاع ثورة الرابع عشر من تموز؛ واستجابة لتوصيات القادة السياسيين؛ دافع الفيليون، بكل اخلاص، عن الزعيم عبد الكريم قاسم، وكانوا مستعدين، دوما، للتضحية للنظام الجديد؛ الذي جعل العرب والكورد شركاء، في المادة الثالثة من الدستور العراقي. 

على الرغم من ان هذه المقالة ليست مناسبة لذلك؛ ولكني مضطرة ان اقول وللتذكير فقط، بان البعثيين والقوميين العنصريين استطاعوا زرع بذور الخلاف بين الكورد والزعيم عبدالكريم قاسم؛ حتى وصل الامر لاندلاع ثورة ايلول.

*في تلك الايام التي شهدت تأزم العلاقات بشكل كبير بين القيادة السياسية الكوردية والزعيم، وكانت الدوائر الامنية والمخابراتية تطارد المناضلين وتضيق عليهم، فتح الاخوة الفيليون ابوابهم على مصراعيها؛ وكانوا يخدمونهم كافراد من عائلاتهم، لحين ايجاد سبيل لتهريبهم ووصولهم الى مراكز الثورة في كوردستان.

وربما طالع القارئ الكريم، ان والد السيدة هيرو- الاستاذ ابراهيم احمد- قد نشر سلسلة مقالات، في جريدة (خبات) حول المادة الثانية من الدستور؛ نفى فيها بشدة ان يكون العراق جزءا من الامة العربية؛ واكد فيها: ان عرب العراق جزء من تلك الامة، ولكن كورد العراق ليسوا جزءا منها، بل هم جزء من الامة الكورية، وبسبب تلك المقالات قدم للمحاكم.

وعلى الرغم من تطوع عدد كبير من المحامين للدفاع عنه امام المحكمة، الا انه، كخبير قانوني، دافع عن الاراء والمقالات التي نشرتها (خبات)، وبالنتيجة تمت تبرأته من قبل المحكمة، الا ان جهاز الامن حاك له شيئا آخر، اذ قام بالهجوم على مقر الحزب الديمقراطي الكوردستاني؛ واغلق جريدة (خبات)، وأصدر أمرا بالقاء القبض عليه، وهنا تجلى دور اصدقائنا الكورد الفيليين مرة اخرى، فكان -أبوهيرو-  ضيفا على احدى بيوتاتهم، بالاضافة الى رفاق اخرين؛ من الباقين في بغداد لغاية تلك اللحظة. 

كان واضحا، ان السوق والتجارة، في بغداد، كانتا بيد الفيليين، كانوا اثرياء، لم يعانوا النقص او القصور في اي مجال؛ كان القسم الأكبر من سوق الشورجة بيدهم؛ ولكنهم لم يكترثوا للمال والثروة؛ فجعلوه كله في خدمة النضال القومي الكوردي (الكوردايتي)، وهذا في الستينيات؛ وبعدها وفي عهد البعث افنى الامن (5000) شاب فيلي في ربيع العمر وحمّل الوف العوائل الفيلية في سيارات (الزيل) العسكرية ورماها خلف الحدود.

واليوم وبعد مضي 12 سنة على حرية العراق، ماذا فعل لهم النظام الجديد. وماذا قدم لهم مقابل كل تلك التضحيات الجسام؟ 

جل ما استطيع ان افعله هو ان اقول: ان اخواننا الفيليون أحب وأعز علينا من مقل الأعين؛ لان تضحياتهم أكبر من الحديث عنهم ببساطة، لذا فان كل ما يفعل او يقدم لهم فهو يعد قليلا.

ترجمة: ماجد سوره ميري عن صحيفة (كوردستانى نوى)

شفق نيوز


PM:02:02:14/03/2015