الكلمة...تلك الخرزة الساحرة
ئاشتي


    "1"
 كلما حاولت أن أسبغ على هذياني هذا لونا ورديا أو ابتسامة من شفاه طفلة عراقية لم تعرف من أيام طفولتها القائمة غير مفردة النزوح، تدير فكي صفعة قوية من يد غاية في السرية والكتمان وكأنها تقول لي أخرس أيها المجنون، من أين تأتي بهذه الأحلام الخارجة على القانون؟ وأنا بين التجاوز والعبث أصبحت غرابا تائها في نقل خطواته بين تقليد خطوات الطاووس وخطواته الأصيلة لهذا أشعر أنني في طريقي للضياع، رغم أن الضياع في عالم اليوم حالة إنسانية يتعاطف معها العالم المتحضر بكل أبجدياته، لأنها حالة تستحق العطف أولا
 
وثانيا هي حصيلة متقدمة لكل السوء الذي يحدث في العالم. "2" أستغرب! أقول حقا أستغربُ من بعض أصدقائي حين أروي لهم حكاية عن خرزة يغطيها اللون الفسفوري، حين توضع على الأرض تسير باتجاه شعاع الشمس ولا يمكن لمسها باليد، مكتوب عليها مثلما يقولون اسم النبي سليمان حارس الأنس والجان، عندما تمسحها الزوجة بثوب زوجها حين تشعر أنه مغرم بغيرها من النساء، يجن جنونه ويولي هاربا في البراري وربما يقتل كل من يلقاه في طريقه، أقول أستغرب منهم لأنهم يعتبرون ذلك تخريفا وهلوسة لا جدوى منها!!؟ "3" معذرة نسيت أن أقول لكم أن أسم هذه الخرزة (الهبهب)، مفعولها لا يختلف عن مفعول الكلمة ولكن أية كلمة؟ الكلمة التي تجعل الرأس الذي
 
يسمعها يصاب بوشوشة ما مثلها وشوشة، وترى الشخص الحامل لهذا الرأس يخور ويدور ولا يعرف غير الانتقام من كل الذين يصادفونه في طريقه، وربما يتوجه مباشرة إلى الجهة التي خرجت منها هذه الكلمة، فلم يكن أمامه غير أن يمسح هذه الكلمة بقرنيه ( معذرة أقصد بثوبه) حتى يبتدئ تهشيم ما يمكن تهشيمه لأنها فرصته الوحيدة التي ينتقم فيها من الذين أطلقوا هذه الكلمة من شفاهم. "4" الكلمة ( الهبهب) وليس غيرها التي جعلت البعض يشنُ غارة على وكرها كي ينتقم من فرسانها لأنها تثير في هذا البعض الرعب والجنون، وكم
 
يخشى الأميون من الكلمة؟ ومع كل الاحترام لمن أدان وشجب وتضامن من مؤسسات حكومية، تبقى الحاجة ملحة إلى تقديم من قام بهذا الفعل لمحاكمة يـُسترد من خلالها شرف هذه الكلمة. "5" أدونيس أيها الشاعر الجميل ما الذي يبقى لنا في العراق حين يـُسجن النور؟ (عبثاً يـُسجَن النور هذا المدى يتزود من جمر شعري لَهباً يُطفئُ اللّهب لَهباً يـُشعل اللّهب) 
 
 
(nuijiraq.org)

AM:01:41:27/06/2015