ضربة حرة (الإعلام والناس والمنطق!)
مصطفى الآغا



من المنطقي أن يبحث الإعلامي عن الخبر (لا عن الإشاعة)، وأن تكون له مصادره الموثوقة وعلاقاته التي تحققت عبر سنوات عمله الطويلة أو القصيرة، والأهم أن يكون الإعلامي (منطقياً ومهنيّاً) في عمله من خلال فهم وهضم معنى الإعلام، وهو أن يكون ناقلاً أميناً للحقيقة ومحايداً وليست له أجندات شخصية ولا يسعى للتكسب من وراء الخبر أو للوقوف مع جهة ضد أخرى لأنه مع طرف ضد آخر،
 
وعلى رغم يقيني بصعوبة تحقق هذا الأمر، ولكن الإعلام لم يتم وصفه بالسلطة الرابعة مع السلطات القضائية والتشريعية والتنفيذية إلا لأنه قادر على قلب أنظمة حكم لو أراد وعلى تغيير رؤساء كما حدث في «ووترغيت» أيام الرئيس الأميركي ريتشارد نيكسون الذي تصدى له الإعلام والصحافة عبر الـ«واشنطن بوست» وصحفييَها بوب وود وورد وكارل برنستين وأجبروه على الاستقالة في أكبر فضيحة سياسية في القرن العشرين والفضل يعود إلى الإعلام النزيه الذي قاتل لإظهار الحقيقة، على رغم نفوذ من يحاول تعريتهم، وهل من نفوذ أكبر من الرئيس نفسه والسي آي إيه علماً أن التحقيقات استمرت من الـ17 من حزيران (يونيو) 1972 وحتى لحظة إعلان الرئيس نيكسون استقالته في الـ8 من آب (أغسطس) 1974 وبقيت هذه القضية تشغل بال الكثيرين حتى يومنا هذا وكانت نقطة ارتكاز كبرى لكل العاملين في الحقل الإعلامي وهي القدرة على التأثير طالما لديهم الوقائع والمستندات والأدلة والمصادر الموثوقة!
 

وعلى رغم أن الرياضة وسطٌ يُفترض فيه أن يكون الأقل «تلوثاً» والأكثر نظافة لأن الرياضة في جوهرها نشاط إنساني المفترض فيه أن يكون شريفاً إلا أن الواقع يقول عكس ذلك في العالم كله وليس في بلادنا ولكننا في هذا الجزء من العالم لدينا أمور مختلفة عن البقية ونتفرد بها، مثل سطوة رؤساء الأندية وتدخلهم في الشاردة والواردة ووجود أعضاء شرف أيضاً لديهم قدرات تأثيرية ومالية كبيرة، إضافة إلى سطوة النجوم الذين تتبع لهم قواعد إعلامية تقف معهم ظالمة أو مظلومة على حساب المصلحة الأكبر للنوادي وأحياناً للأوطان.

والأكيد أن الإعلام يتعرض لوجود أشخاص نفذوا عبر الثقوب ومنهم من وصل إلى مراكز قيادية في الهرم الإعلامي عبر النفوذ أو الواسطة أو التملق، ولكن هناك ثوابت لا يمكن الاختلاف حولها، وهي أن التصريح يتحمل وزره من صرح به وليس من نقله، وأن الناس غالباً تحكم بحسب ميولها لا بحسب الوقائع التي بين أيديها، وأن الإعلامي يجب أن يكون مع الجميع وللجميع وليس إعلامياً نادياً أو شخصاً أو إدارة ولهذا فعندما نتحاور مع أكثر من جهة فهذا لا يعني انتماءنا إلى هذه الجهة أو تلك، بل يعني انتماءنا إلى المهنيّة، وهي من يجب أن يتم الحكم عليها بالنجاح أو الفشل.

(alhayat.com)
 

PM:02:17:10/08/2015