ديمقـراطية فيس بـوك
مـؤيـد الصالحي

أتيح لي مؤخرا الاشتراك في  ( فيس بوك ) من خلال فتح صفحة شخصية باسمي الصريح أبث فيها ما يختلج في داخلي من رؤى وتصورات وهواجس بشيء من ( حرية ) التصرف والتعبير في مجتمع حي تتعدد فيه الأفكار و تتلاقح  و تتنوع الثقافات وتفاعل مع بعضها البعض ، لأنها جزءا من نسيجه الاجتماعي ، وسرعان ما أجـد نفسي مضافا في مجموعة ( كروب ) دون علمي أو مجرد استشارة مني وكأني بلا رأي ، لمجرد أن احدهم أراد أن يوسع دائرة المجموعة التي ينتمي إليها بإعـداد و نسب متجانسة وهائلة من المشتركين الجدد أمثالي ، ظنا منهم إن الكم يغني عـن النوع .وبمرور الأيام اكتشفت  أن ما يتم طرحه عبر كثافة مساحات الصفحات الشخصية الخاصة ( بالأصدقاء ) المفــــترضين ،  بشكل
 
أخبار وأفـلام وثائقية وصور فوتــــــوغرافية تحتـــــوي على الكثــــير من المبالغـــــات والفبـــــركات التي لا تجانب الدقــــة في الطــــرح ، ناهيك عن الكم الهائل من الافتراءات والإشــــاعات والسباب والشتائم غير اللائقة ، وهـو سلوك تحريضي ، قـد يتسبب في المزيد من الضيق والإزعاج (للأصدقاء) ، وذلك باستغلال تقنية ( فوتي شوب ) بأسلوب متمرس ، باعتباره اقصر الطرق المؤدية إلى الرغبة في التغيير الموصل
 
إلى  قلب المعادلات وإبدال الحقائق بأخرى مزيفة بلا هوادة .من اجل ذلك يقضي أصحاب الصفحات ساعات  طويلة متواصلة في التصفح لمتابعة حراك المنشورات والتعليقات ومستجدات الأحداث المتسارعة . .  ، حتى أصبح احدهم مدمنا على الجلوس أمام جهاز الكومبيوتر لا تفارق عينيه الشاشة دون أن يلتفت يمنة أو يسرة ، أما الذين يعتمدون على فتح صفحاتهم الشخصية على جهاز الهاتف النقال ، حيث يصطحبونه معهم
 
يلازمهم أينما يذهبون حتى في رقادهم يقلبون صفحاته ، وكأنه جزءا من نشاطهم اليومي المعتاد ومكملا لشخصيتهم ومتمما لأناقـتهم . ما نرجوه حقا الاستفادة القصوى من هذه الممارسة ( الديمقراطية ) المتاحة وهي حتما باتت في متناول الجميع ، وان يتم التداول والتعامل مع صيغ وأهداف ومضامين غزارة القضايا النوعية الساخنة المطروحة التي تلاقي صدى طيب و مقبول بوعي تام ، تتجلى فيها حسن انتقاء الألفاظ المناسبة و اختيار العبارات الواضحة والمفردات  الجميلة  والجمل الصحيحة بعناية موضوعية فائقة و تقبل الرأي الآخر بروح رياضية ، لاستيعاب المناخات المحلية الجديدة أولا  بأول ضمن المحيط العربي والدولي .

الزمان


PM:04:34:18/03/2016