مقصلة اردوكان تطيح برأس الاعلام التركي!
واثق حسين أسعد عرب
توقع المراقبون الكثير فيما يخص تطورات الاحداث، مابعد فشل المحاولة الانقلابية في تركيا، سواء على المستوى السياسي او الاقتصادي او الاجتماعي او اتجاه الموؤسسة العسكرية، ويكاد أولئك المراقبون قد نجحوا في الكثير من توقعاتهم واستنتاجاتهم فيما سيحصل، الا أن اغلبهم فشل في قراءة مايدور في ذهن الرئيس التركي اردوغان وما يخطط له اتجاه الاعلام ووسائله المختلفة، وربما قد تفاجأ معظمهم من هذا الموقف.
 
وعلى الرغم من ان معظم المراقبون يدركون الموقف المعادي لاوردوغان اتجاه الاعلام، ومحاولاته الحثيثة لاغلاق بعضها، وخاصة مواقع التواصل الاجتماعي، كما لم يكن بخافي عليهم، ان تركيا تتصدر المواقع الاولى مع الصين وايران في عدد الصحفيين المعتقلين. الا ان الكثير من المراقبين للشأن التركي وكذلك الاعلاميين الاتراك، كانوا يتوقعون ان يعمد السيد اردوغان الى تغيير موقفه السلبي من الاعلام والاعلاميين. خصوصا وان الاعلام لعب الدور الرئيسي في انقاذ اردوغان وافشال المحاولة الانقلابية، وبعد ان ضاقت الدنيا باردوغان في محبسه بفندق مرمريس، ولم يجد من سبيل للوصول الى وسائل الاعلام الحكومية، التي كان الانقلابيون قد سيطروا عليها. في تلك اللحظة الفارقة تقدمت اعلامية شجاعة هي السيدة (هاندة فيرات) عارضة على مستشاري اردوغان اجراء محادثة معه وذلك مساء 15/7 أي في ذروة الانقلاب، عبر احد مواقع التواصل الاجتماعي المسمى (فيس تايم) التي كان يحلم باغلاقها، وفي تلك المحادثة توجه اردوغان الى انصاره وابناء شعبه بالحديث، داعيا اياهم الى النزول الى الشوارع والساحات لحماية الديمقراطية، حيث ساعد ذلك في طمأنة المواطنين على حياة الرئيس وسرع بكسر الانقلاب. فلولا اقدام الاعلامية (هاندة فيرات) وتغلبها على هواجسها ومخاوفها، وهي الاعلم ان حياتها كانت ستكون في مهب الريح لو نجح الانقلاب، وهو كان قاب قوسين او ادنى من ذلك، الا انها وفي مقابلة معها، قالت ان عشقها لبلدها وحرصها على نجاح الديمقراطية فيه، قد مدها بالشجاعة للقيام بهذا العمل.
 
وبدلا من يساهم ذلك في تغيير نهج وتفكير اردوغان اتجاه الاعلام ومنتسبيه، ويرد الجميل لهم، فأذا به يشن حملة شعواء، لم تشهد تركيا في احلك حقباتها المظلمة مثيلا لها. ففي يوم واحد اعلنت السلطات التركية عن أغلاق 3 وكالات انباء و16 قناة تلفزيونية و23 محطة اذاعية و45 صحيفة يومية، واعتقال 47 صحفيا من العاملين في صحيفة الزمان وحدها، أضافة الى اعتقال العشرات من الصحفيين والاعلاميين العاملين في وسائل اعلام اخرى. ان الديمقراطية الحقيقية وصيانتها وتعزيزها والحفاظ عليها، من اول مقتضياتها فسح المجال واسعا امام الاعلام ومده بكافة المعلومات الخاصة بالشأن العام وليس خنقه والتضيق عليه، ومايجري في تركيا الان لايدخل في هذا المجال ولايمت له بأي صلة.
 
أن حملة تستهدف خنق حرية الراي والتعبير والتضييق عليها، لايمكن لها ان تحافظ على الديمقراطية التي تركز عليها اردوغان في افشال المحاولة الانقلابية، وهي مقدمة لايام لاتبشر بخير للشعب التركي الشقيق. ومع كل ذلك سيبقى صحفيي تركيا واعلامييها، يرددون قول شاعر تركيا العظيم، ناظم حكمت: اذا لم احترق انا ولم تحترق انت فمن سينير الطريق

AM:04:40:30/07/2016