إرشادات مهمة للصحفيين عند تدقيق الصور والفيديوهات




هناك الكثير من التحديات التي تواجه الصحفيين في عملهم اليوم بسبب التدفق الهائل للمعلومات عبر مختلف المنصات الرقمية والتي قد تدفع البعض إلى سرعة نشر الأخبار بدون التأكُد من مصدرها، فيقعون في فخ ترويج الأكاذيب والشائعات، مما يؤدي إلى تراجع ثقة المستخدمين في المواقع الإخبارية، وإيمانًا منها بأهمية خطوة التحقق من صحة المعلومات، أنشأت صحيفة المصري اليوم قسمًا لصحافة البيانات وتدقيق المعلومات الذي أنتج كمًا هائلاً من القصص والتقارير المدفوعة بالبيانات والتي أحدثت تأثيرًا كبيرًا لدى الرأي العام، وليس هذا فحسب بل سعت إلى تنظيم المؤتمر الأول حول تدقيق المعلومات في غرف الأخبار وذلك بالتعاون مع جامعة University of East London- فرع القاهرة في مقر الجامعات الأوروبية بالعاصمة الإدارية الجديدة في مصر، وذلك بحضور عدد كبير من الصحفيين وطلاب الجامعات.

وتضمن المؤتمر مجموعة متنوعة من ورش العمل، من أبرزها: تدقيق المعلومات ما قبل النشر، وأدوات التحقق من صحة الصور والفيديوهات، وتحليل الخطاب باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي، والتحقق من صحة الوثائق عند إجراء التحقيقات الاستقصائية.

من جانبها، تحدثت د.ميرال صبري رئيسة قسم الإعلام بجامعة University of East London في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر، مشيرةً إلى أنّ المؤتمر يُعد فرصة مهمة للتركيز على القضايا التي تواجه الإعلام اليوم، ومن أهمها انتشار المعلومات الزائفة والمُضللة عبر مختلف المنصات، والتي تُلحق الأضرار بالمجتمع وذلك على الرغم من الجهود التي بذلتها الكثير من المنظمات لتوعية المستخدمين بأدوات التحقق وأهمية عدم مشاركة المحتوى الإعلامي قبل التأكد من صحته. وذكرت أيضًا أنّ المؤتمر يهدف إلى تعزيز التعاون بين كلية الإعلام ومؤسسة "المصري اليوم" بصفتها واحدة من أبرز المؤسسات الإعلامية في مصر والتي كان لها السبق والريادة في مجال التحقق من صحة الأخبار قبل النشر.

أهمية خطوة تدقيق المعلومات قبل النشر

من ناحيتها، قالت سامية علام، الصحفية بموقع رصيف 22 ومُدققة المعلومات خلال حديثها في الورشة التدريبية الأولى للمؤتمر: "إنّ تدقيق المعلومات يختلف مفهومه من جهة لأخرى وذلك وفق طبيعة العملية والهدف منها، وهناك توافق على أن تدقيق المعلومات ينطوي على تحقيق أكبر قدر ممكن من الدقة والموضوعية والتوازن في المادة الصحفية المكتوبة، والمُصوّرة، والمسموعة، ووفق دليل الشبكة العربية لمدققي المعلومات فإنه العملية التي يتم فيها اتباع مجموعة من الإجراءات وتوظيف عدة أدوات للتأكُد من صحة المعلومات المُقدمة".

وأضافت علام أنه ينبغي أن يكون لكل مؤسسة منهجيتها الخاصة لتدقيق المعلومات والتي تتضمن الشرح الواضح لمفهوم هذه العملية، وأهدافها والطريقة التي تتم بها، ونوع المصادر التي يتم الاعتماد عليها، وكيفية التصرف في حالة تضارب آراء المصادر، وغيرها من الأمور الواردة في عملية التدقيق. 

الكشف عن التزييف العميق باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي

من جانبه، تحدث المُدرب أحمد عصمت، وهو استشاري بمجال تكنولوجيا الإعلام والتحول الرقمي في جلسته التدريبية عن نشأة وتطوُّر الخلل المعلوماتي المرتبط بالذكاء الاصطناعي، وماهية الخوارزميات بشكل مبسط وكيف تُسهم في بناء الخلل المعلوماتي، والتقنيات المرتبطة بالذكاء الاصطناعي التوليدي، وأهم الأدوات التي تساعدنا في التحقق من الخلل المعلوماتي، مثل أداة Sensity والتي يُمكنها اكتشاف التزييف العميق باستخدام الذكاء الاصطناعي وذلك لمقاطع الفيديو، والصور، والصوت.

أهم أدوات التحقق من صحة الصور:

وقدّم أحمد جمال، رئيس قسم التحقق من المعلومات في مرصد أخبار ميتر معلومات وأدوات قيّمة خلال جلسة "أدوات التحقق من صحة الصور والفيديو"، وفيما يلي عرض موجز لأهم هذه الأدوات:

صورة

-Google Lens: الذي يُعرف بعدسة جوجل، يوفر لك نتائج سريعة للبحث عن الصورة مثل مَن نشرها سابقًا، وفي أي توقيت، وأي سياق.

-Yandex: هو محرك بحث روسي، ويتضمن خيار البحث العكسي عن الصور بنفس الطريقة في محرك البحث جوجل، وُيقدّم المحرك نتائج جيدة في البحث عن الصور، وخاصة في المناطق الروسية، أو تلك المُصنفة على أنها الأقرب لروسيا.

-Bing: محرك بحث يُقدّم خيارات تصفية متقدمة للصور، مثل تحديد الحجم، واللون، ونوع الترخيص (الصور المُتاحة للاستخدام التجاري)، مما يُسهل العثور على الصور المطلوبة بدقة وسرعة.

-Tineye: متصفح مستقل خاص بالبحث العكسي عن الصور، يُقدّم نتائج مُخصصة بناءً على أقدم نشر للصورة أو أكبر حجم، وهو الخيار الأمثل للبحث عن الصور التي يُعتقد أنها قد تكون استعملت من متجر للصور.

-Search by image: يمكنك تثبيته من Google Chrome web store ويساعدك في فتح الصورة في عدة مواقع متخصصة بالبحث العكسي للصور في آنٍ واحد.

-Fotoforensics: أداة تعمل على تحليل الصور لاكتشاف حدوث تلاعب أو تعديل على الصورة أم لا، كما تُظهر الأداة معلومات تفصيلية للصورة باستثناء تلك الصور المنشورة على فيسبوك أو منصة إكس.

-Pic2Map: موقع إلكتروني يساعد في تحديد مواقع الصور المُلتقطة بواسطة الهواتف الذكية أو الكاميرات الرقمية باستخدام بيانات EXIF المُضمنة في الصورة، مثل الإحداثيات الجغرافية. ويقوم الموقع بعرض الموقع الجغرافي للصورة على خريطة تفاعلية مما يساعدك في معرفة المكان الذي تم فيه التقاط الصورة.

-Forensically: أداة مجانية لتحليل الصور الرقمية تُتيح للمستخدمين اكتشاف التلاعبات أو التعديلات على الصور.

-Pimeyes: يتسم الموقع بإمكانية البحث عن الصور التي تحتوي على وجوه محددة، والقدرة على إيجاد صور مُماثلة لوجه معين. ويتسم الموقع بأنه سهل الاستخدام ويحتوي على قاعدة بيانات كبيرة من الصور لمساعدتك في عملية البحث.

-IS IT AI: يتيح للمُستخدمين فحص النصوص والصور لتحديد ما إذا كان قد تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي أم لا، ويمكنه تقديم تقارير تفصيلية حول احتمالية التعديل أو التزوير.

-Mever: تُتيح الأداة البحث العكسي عن الصور، وبالتالي من خلال استخدام هذه الخاصية يتبين لك البيانات الوصفية للصورة، ودرجة حرارة الألوان، والتشويش، ودقة البيكسل، وغيرها من المعلومات.

 نصائح مهمة للصحفيين ومدققي المعلومات عند تدقيق الصور:

-اختيار محرك البحث المناسب حسب مصدر الصورة وعلى سبيل المثال yandex لروسيا، وبايدو للصين، أما جوجل لباقي الدول.

-استخدم Tineye أو Bing مع ترتيب النتائج حسب الأقدم لمعرفة أول ظهور للصورة.

-لا تكتفِ بأول نتيجة، فقد تكون الصورة أقدم وقصتها مختلفة.

-تواصل مع الناشر الأصلي للحصول على الصورة الأصلية وبياناتها الوصفية.

-أضف كلمات دلالية من وصف الصورة خلال عملية البحث العكسي.

-عند فشل البحث العكسي، استخدم الكلمات المفتاحية، والمصادر المفتوحة والمغلقة.

نصائح مهمة للصحفيين ومدققي المعلومات عند تدقيق الفيديوهات:

-الحصول على نسخة واضحة من الفيديو قبل قيامك بعملية التدقيق.

-عند استخدامك لخاصية البحث العكسي بعد تقطيع الفيديو لصور ثابتة، من الأفضل استخدام كلمات وصفية تصف الصورة في مربع البحث أو وضع اسم المكان الذي قد يكون المقطع قد صُوّر به.

-بعد تقطيع الفيديو لعدة صور، يمكنك استخدام الأدوات نفسها الخاصة بالصور لمعرفة الناشر الأصلي.

-عند استخدام خاصية البحث العكسي، من الأفضل استخدام أفضل صورة من الفيديو بعد تقطيعه، أو الصورة التي تعتبر الأنسب كأيقونة للفيديو.

-أن تقرأ المعلومات الأصلية للفيديو لمعرفة السياق.

-في حالة صعوبة الوصول لنتيجة واضحة، تواصل مع زملائك أو منصات تدقيق المعلومات للتأكد من السياق، ومن إمكانية حدوث الفيديو، وكذلك البحث باستخدام خرائط Google Earth.



المصدر/ شبكة الصحفيين الدوليين



AM:11:27:26/12/2024




76 عدد قراءة