مباشر على فيسبوك
عبد الكريم البليخ

استجمع صديقي المثقف قواه بعد أن غاب عن الوعي ساعات في مكتبه، وألحّ عليّ بعد أن أفاق من غيبوبته بمتابعة برنامجي الصباحي الذي سيكون فيه ضيفاً على جمهوري في بثّ حي ومباشر عبر "فيسبوك" الذي أقام الدنيا ولم يقعدها في حلقة سابقة.
فكر صديقي حسان مع صديقه نعيم الذي كانا يتابعاني في الحلقة الماضية من البث المباشر، والتي بادرتُ إلى بثه في تجربة جديدة لي، تناولت فيها واقع الحياة في بلدي، وما مدى رضى الناس عمّا يجري هناك من أحداث وتردي الواقع الاقتصادي المنهار الذي صار يثير حفيظة الناس ويدهشهم ويؤلب عليهم مضجعهم، وأن أعيد تجربتي معه في حلقة جديدة.
كانت ردود الأفعال متباينة، وبالكاد أن تجد فيها ما يرضي الأصدقاء والمتابعين لما جاء في الحلقة، فانهالوا عليَّ بوابلٍ من السخط وعدم الرضا عما أثرته في برنامجي الجديد الذي حاولت أن يكون بداية صرخة في عالم الميديا.
وهذه الصورة بالنسبة لي سبق أن خضتها قبل فترة، ولم أكمل في هذا الميدان، إلّا أن أحد الأصدقاء تواصل معي وأبدى إعجابه بما طرحت، كما أعجب بالإطلالة التي بدت علي ـ حسب ما زعم ـ رغم أنّي لم أحضّر مضمون ما قدمته في الحلقة، فكانت رغبتي هي الظهور ليس إلّا بعد أن دبّت الرغبة والحماسة فيَّ، وهذا ما دفع بي إلى القبول، والأهم هو إرضاء المشاهد.
في الحلقة الثانية من برنامجي الجديد أن أستضيف ذلك المثقف المهتم بالشأن العام مرة أخرى، وإلقاء بعض الأسئلة عليه عسى وعل أن أكون موفقاً في طرح المزيد مما تخبؤوه حفيظتي من تساؤلات، والإجابة عليها من قبل صديقي الذي سيكون ضيف الحلقة الثانية التي أحاول الاحاطة بكل ما يهمّ المواطن، وخاصة التوقف عند مشكلة واقع الغلاء المستشري الذي يعاني منه أغلب الناس في بلدي، فضلاً عن الواقع الصحي الذي جعل من المواطن أضحوكة على كل لسان في البحث عن الدواء الذي لم يَعد المواطن قادراً على الحصول عليه إلّا بشق الأنفس بعد أن كان متوافراً في كل مكان وبسعر زهيد، أما اليوم ورغم الدفع بكل ما لديه من قدرة شرائية لم تعد تلبي الحاجة، أو حتى الحصول على علبة دواء وحيدة وبسعر يفوق المعقول، أضف إلى تجاهل الطبيب الذي أصبح جزاراً لواقع الحال المزري المؤلم الذي يعاني منه المرضى، وبصورة خاصة المصابين منهم بإصابات لا يمكن البرء منها!
الآفاق ظلت ضمن الطموح، والآمال كبيرة، ولكن؟ والمواطن ما زال يأمل بالنهوض بواقع أخذاً بالانهيار يوماً بعد آخر ويمضي سريعاً في استرخاء وانحدار مرعب!
كانت الأسئلة التي ترد إلى ضيفي من المتلقين ترصد كل صغيرة وكبيرة في بلد يتهاوى، وكان رد ضيفي عليها لافتاً للنظر، بحنكته وخبرته المعروفة، ولم يترك معالجة إلا ووقف عندها، وإبداء الرأي حولها.
كان ضيفي معتداً بنفسه وهو العارف بخفايا الأمور، وردّه في الاجابة على كل أسئلة المتابعين يبعث في النفس الفرحة، وكان يعرف كيف ومتى وعلى ماذا يرد، وبكل شفافية وهدوء واتزان ودقّة مستسلماً للمشاهدين الذين يتابعونه من خلال منصات التواصل الاجتماعي، التي يتسمّرون أمام شاشاتها.
فكرت جيداً في اجابات ضيفي على الأصدقاء الذين كانوا يتابعونه، وبكل اهتمام وروية، وأكثر ما لفتني هندامه وأناقته، وهذا ما أسعدني وأسرّ المتابعين..
بعد متابعة مستفيضة، وتكرار بعض الأسئلة والاستفسارات، والاجابة عليها من قبل صديقي الضيف. أنهيت حديثي معه وشكرته، بكل لطف، على ما أفضى به من صور جمالية، وإغنائه للحوار الذي دار بينه وبين الأصدقاء المتابعين بالرد على اجاباتهم بكل وعي وتفهّم. شكرني بدوره، وأبدى رغبته في المتابعة في حلقات قادمة إذا تطلب منه الحضور.. وأنهى الحلقة بالاستئذان من جمهوره العريض الذي استأنس اللقاء به وبحضوره الطيب، والطلب منهم بطرح المزيد من الأسئلة وارسالها على إيميله الخاص ليقوم بالإجابة عليها، ومنها ما سيرد عليها بصورة مباشرة في حلقات قادمة.




المصدر/ المدى


AM:02:00:12/09/2024