تولي الإمارات اهتماماً بالغاً بملف الأسرة، باعتبارها إحدى أهم الركائز التي يمكن الاستناد إليها في بناء مستقبل مشرق يقوده جيل من أبناء الوطن المتمسك بعروبته وهويته الوطنية، والمتسلح بالعلوم والمهارات التي تجعله قادراً على مواصلة مسيرة الآباء المخلصين، ومسؤولاً عن ازدهار البشرية والارتقاء بالإنسانية.
وقد حرصت الإمارات منذ عهد الآباء المؤسسين على توفير الحياة الكريمة لكل أفراد المجتمع. ومنذ أسابيع استحدثت «وزارة الأسرة» وعدلت مسمى وزارة تنمية المجتمع إلى وزارة تمكين المجتمع، كخطوة تعكس رؤيتها الاستراتيجية المتمثلة في مواصلة تشكيل الأسر الواعية القادرة على مواكبة التغيرات لمستقبل أكثر استقراراً واستدامة.
وأطلقت العديد من القوانين والتشريعات والسياسات والبرامج والمبادرات الوطنية، بالشراكة مع الجهات المعنية محلياً واتحادياً، بهدف تكوين أسر مستقرة ومستدامة مهيأة لمواجهة التحديات، ووفرت الرعاية الصحية المتكاملة وفق أفضل الممارسات العالمية، وعملت على تطوير مجتمعات مستدامة ومتكاملة يتوفر فيها السكن الملائم لضمان رفاه المواطن الإماراتي، وعززت الوعي بأهمية مرحلة التعليم المبكر، وسعيها المستمر لتحسين فرص التعلم، وتأسيس الجهات المختصة بالأمومة والطفولة لمساندة الأسرة في مواجهة ضغوط الحياة، والارتقاء بقدراتهم لبناء أجيال واعدة تتحمل مسؤولياتها تجاه المجتمع والوطن.
وللإعلام دور محوري ومساند في جعل الإمارات المجتمع الأكثر ازدهاراً عالمياً، بالتعاون مع الأسر الإماراتية والجهات المعنية من خلال توثيق ونشر الجهود التي تبذلها قيادتنا الرشيدة وإبرازها في البرامج والأخبار، والاحتفاء بنماذج من الأسر الإماراتية للا
ستفادة من تجاربهم وقصصهم الاجتماعية والإنسانية الملهمة، وإعداد مواد إعلامية تفاعلية تحاكي الأسرة الإماراتية بكل فئاتها.
ومن المهم تخصيص برامج هادفة وبثها في القنوات والمنصات التي تستهدف الأطفال واستخدام تقنيات التلعيب التي يفضلونها لحمايتهم من المحتوى الضار وتغذية عقولهم بالمعلومات التي تؤسسهم كجيل متعلم ومعتز بهويته الوطنية وبإرثه الإنساني وبولائه لأسرته ووطن، والحرص على تقديم محتوى يعزز القيم الأسرية ويشجع على الزواج والإنجاب، وينشر الوعي حول كيفية تكوين أسر متماسكة تحترم وتبر بالوالدين والكبار وترعى الصغار، وتسليط الضوء على البرامج التي تدعم التماسك الأسري وتتناول تحديات العصر مثل التربية الرقمية والموازنة بين العمل والحياة الأسرية والادخار في عصر الاستهلاك، وتعرف بالخدمات الاستباقية والتسهيلات المخصصة للأسرة الإماراتية من أجل العيش برخاء.